يقول أهل العلم: لا ينبُل الرجل حتى يأخذ العلم عمّن هو فوقه، وعمّن هو مثله، وعمّن هو دونه، فلا يتكبر طالب العلم فيقول: هذا زميلي كيف أروي عنه؟ أو يقول: هذا من طلابي كيف أستفيد منه؟ لا يكمل استعداد طالب العلم إلا بمثل هذا؛ بأن يأخذ العلم عمّن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه، والعلم لا يناله مستح ولا مستكبر، ولا يَنبُل الرجل إلا إذا أخذ العلم عمن جاء به، فإن قال: هذا شاب صغير، كيف أجلس عنده؟! قلنا: ما تَكْمل إلا بهذا، لاسيما إذا كان عند هذا الصغير ما ليس عندك.
والأصل في العلم أن يؤخذ عن الكبار، لكن إذا وجد عند صغير علمًا وهبه الله إياه لا يوجد عند غيره فليُحرص عليه وليُؤخذ منه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- روى عن بعض أصحابه، فقد روى عن تميم الداري –رضي الله عنه- حديث الجساسة، ومازال الأئمة ينقلون ويستفيدون من كل أحد.