يقول بعض المفسرين عن بعض الآيات: إن فيها إيقاعات موسيقية، أو يقول: نغمة وجرس الآية، وتكرر هذا في بعض تفاسير المعاصرين، والواجب أن يصان القرآن عن مثل هذه الألفاظ، ومن ذَكر هذه الألفاظ لا شك أنه متأثر إما بماضٍ وسابق له، أو ببيئة محيطة به، لا سيما بعض الجهات والمجتمعات التي تُسمع فيها الموسيقى والأغاني ليل نهار، وهؤلاء المفسرون يرون تحريمها، لكن يسمعونها بكثرة من الفساق من غير نكير، وصار إنكارهم لها خفيفًا، وتداولهم لألفاظها سهل، وإلا من عاش في بيئة محافظة ينفر من كل لفظ لا يليق بالقرآن، ولا يمكن أن يقول في الشعر: موسيقى أو نغمة البيت أو جرس البيت، فضلًا عن أن يقولها في كتاب الله –جل وعلا-. وإذا أردت شاهدًا على ذلك: فإنك تجد بعض الإخوة -الذين ظاهرهم الصلاح- نغمة جواله موسيقية، ومع ذلك لا ينفر ولا يكترث؛ لأنه جاء من بلاد يُسمع فيها ما هو أشد من هذا، فهذا شيء يسير عنده، علمًا بأن بعضهم ينازع بكون نغمة جواله موسيقية.