وجد أصل بعض فنون علم مصطلح الحديث من عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالجرح والتعديل، والكلام في الرجال حصل من النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد جاء أنه قال: «بئس أخو العشيرة» [البخاري: 6032]، وهذا أصل في الجرح، لكن لا ينبغي أن يكون هذا الأصل مدخلًا لبعض من يتفكه بأعراض الناس، بل على الإنسان أن يحتاط لنفسه، وأن يحافظ على ما اكتسبه من حسنات، ولا يأتي يوم القيامة مفلسًا، كما جاء في الحديث الصحيح [مسلم: 2581]. فالجرح والتعديل واجب، لكن بقدر الحاجة، فإن احتيج إلى ذلك تعين، حفظًا للدين، وصيانة للشريعة المكرمة أوجب أهل العلم الكلام في الرواة.