الدعاء إذا جاء بصيغة الخبر جاز الاستثناء، كالقول في زيارة المريض: «طهور إن شاء الله» [البخاري: 3616]، بخلاف ما إذا جاء بصيغة الأمر كقول: «اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت» [البخاري: 6399] فإنه لا يجوز، وهذا الجمع سبق أن عرضته على الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فاستحسنه، وإلا فيكون الاستثناء الوارد في حديث الإفطار «ثبت الأجر إن شاء الله» [أبو داود: 2357] وفي قول الزائر للمريض «طهور إن شاء الله» استثناءً للتبرك لا للتعليق، أو كما يقول بعضهم: تحقيقًا لا تعليقًا.
وكذلك قول بعض الناس في دعائهم: (وفقك الله إن شاء الله) أو (يسر الله أمر فلان إن شاء الله) مثل هذا يُخرّج على ما ذُكر من أنه للتبرك، وأن الدعاء جاء بصيغة الخبر فلا بأس به، على ألَّا يقصد أن يجعل هناك ثنية لله -عزَّ وجل- إن شاء كذا وإن لم يشأ كذا، والله أعلم.