قال ابن تيمية: (ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة، فإن هذا كله منهي عنه باتفاق الأئمة، ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك)؛ لأنه –رحمه الله- يرى المخالفات، وهو إمام دار الهجرة، ودروسه كلها في المسجد قرب الحجرة، فيرى هذه المخالفات، فتجده يشدد في هذا الباب أكثر من غيره، بخلاف من لم ير المنكر كما هو الواقع، فمن يشاهد المنكر يكون أشد إنكارًا له إذا بقيت فيه شيء من الغيرة والحمية على الدين، وامتثال للأوامر الشرعية. وإلا فكثير من الناس إذا كثر إمساسه قل إحساسه، فمن كثرة ما يرى يضعف الإنكار عنده. لكن العالم الواجب في حقه أن يكون إنكاره أشد كلما كثر المنكر وزاد وشاع، وأن يكون إنكاره بقدر قوة انتشار المنكر ليقضى عليه، وليدفع الله -جلَّ وعلا- بهذا الإنكار ما يدفع من الأمور المرتبة على هذا الانتشار المعاصر.