كان المسجد النبوي صغير، وحدوده معروفة إن كانت مضبوطة، أي أن حدوده في السواري. والتوسعة الغربية التي في جهة القبلة ليست من المسجد في الأصل. فالذي يخص الفضل بمسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه يوقع الناس في حرج عظيم؛ لأنه يلزم عليه أن تتأخر خمسة صفوف لتصلي في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وجاء الحث على الصف الأول وعلى يمين الصف، ويمين الصف كله خارج المسجد النبوي؛ لأن الزيادات صارت في اليمين من جهة القبلة، ثم توسع من بقية الجهات؛ لأن جهة اليسار بيوته -عليه الصلاة والسلام- والحجرة. وشيخ الإسلام يرى أن الزيادة لها حكم المزيد، لكن يشكل عليه قوله: «مسجدي هذا» [البخاري: 1190] فالإشارة تعني مما يرى، ورجح بعض أهل العلم أن الزيادة ليس لها حكم المزيد، لكن شيخ الإسلام جرى على قول الأكثر، وأن الزيادة لها حكم المزيد، وأن المسجد مسجده ولو وصل إلى صنعاء أو غيره على ما جاء في بعض الآثار من باب المبالغة.