بابُ القضاءِ والقَدَرِ مِنْ أبوابِ الدِّينِ العظيمةِ التي زَلَّتْ فيها الأقدامُ، وهو مِنْ أعْقَدِ أبوابِ الدِّينِ. وكثيرٌ مِنْ أهلِ العلمِ يَنْهَى عَنِ الاسْتِرْسالِ فيه، وهو سِرُّ اللهِ في خَلْقِه، لكنَّه لطالِبِ الحَقِّ المُتَّبِعِ للنصوصِ واضِحٌ لا لبسَ فيه ولا خَفَاء، وتَرْسُخُ قدَمُه في هذا البابِ وفي غيرِه مِنَ الأبوابِ كُلَّما ازْدَادَ مِنْ عِلْمِ الوَحْيَيْنِ، أمَّا مَنِ اسْتَرْسَلَ في كلامِ أهلِ البِدَعِ وأهلِ الافْتِراضاتِ والاحْتِمالاتِ العقليَّةِ المُجَرَّدَةِ عَنِ النصوصِ، فإنَّ هذا لا يَزْدادُ إلا حَيْرَةً. وقدْ وَقَعَ من بعضِ الأذْكِيَاءِ خَلَلٌ كبيرٌ في هذا البابِ؛ لأنَّهم لمْ يَجْعَلُوا النصوصَ تَقُودُهم إلى الحَقِّ، وإنَّما سَارُوا وراءَ الاحْتمالاتِ العقليَّةِ المُجَرَّدَةِ عَنِ النصوصِ، واللهُ المستعانُ.