كان النساء لا يخرجن إلا بالليل؛ لأن الليل والظلام أستر لهن، زيادةً على ما يرتدينه من ثياب وجلابيب وخُمر، ولأن البيوت ليس فيها كنف فيضطرون للخروج لقضاء الحاجة، ولا يخرجن في ما عدا ذلك؛ امتثالًا لقول الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...} [الأحزاب:33]، وقد أدركنا النساء قبل ثلاثين سنة والأمر على ذلك، وكانت النساء يمشين على حافات الطُرق، كما جاء في الخبر: «عليكنَّ بحافاتِ الطَريق» [أبو داود: 5272]، وقد تلصق عباءتها بالجدار، ولا يُرى منها شيء، ولا يُدرى عن حجمها؛ مما عليها من الثياب والعبايات السابغة المتينة، وإذا وجدت منعطفًا لاذت به حتى يمر الرجل، بخلاف وضع النساء في عصرنا اليوم، فإنه مؤذٍ ومقلق، والآن الرجال هم الذين لهم حافات الطريق خشية على أنفسهم، فالله المستعان.