اعتاد أئمة المساجد في هذه البلاد أن يقرؤوا على المأمومين بعد صلاة العصر في (رياض الصالحين)، وهو كتاب مناسب ونافع جدًّا للعامة وللخاصة أيضًا، وفيه أبواب يحتاجها المسلم في حياته اليومية، فقد أحسن النووي -رحمه الله تعالى- انتقاء هذه الأحاديث، وترجم عليها بتراجم نافعة في توجيه المسلم في حياته، ومع ذلك لو غاير بين حين لآخر بأن يقرأ في يوم في (رياض الصالحين)، وفي يوم في كتاب آخر كـ(بلوغ المرام) أو (المنتقى)؛ ليَعرف الناسُ أحاديث الأحكام، ويُعلَّق عليها بتعليق يسير إذا كان الإمام متأهلًا لذلك، أو ممن عنده ممن يَتوسم فيه العلم فيُعلِّق عليها بشيء مختصر، ويبين للناس الأحكام، وكذلك يُقرأ في أحاديث جميع أبواب الدين من الكتب الجوامع كـ(صحيح البخاري) و(صحيح مسلم) وغيرهما من الكتب الصحيحة، فلا يقرأ على العوام بأحاديث ضعيفة، لكن لو اُنتقي من الأحاديث الصحيحة أو من المختصرات كـ(مختصر البخاري) و(مختصر مسلم) ما تتنوع فيه أبواب الدين لانتفع الناسُ نفعًا عظيمًا، ولو قرأ في يوم من الأيام أو انتقى أيامًا من الشهر ليقرأ فيها في فتاوى أهل التحقيق من أهل العلم المعاصرين؛ لأن الناس وإن كانوا عامة يفهمون لغة هذه الفتاوى ويستفيدون منها؛ لأن فيها نوازل قد يحتاجونها في حياتهم، والله أعلم.
السؤال
أنا إمام مسجد، فبماذا تنصحونني -فضيلة الشيخ- أن أقرأ على الجماعة بعد صلاة العصر؟
الجواب