العشر الأواخر هي التي تُرجى فيها ليلة القدر، ولذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- «إذا دخل العشر شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» [البخاري: 2024]؛ رجاء أن يصادف هذه الليلة، وهي في العشر الأواخر، وهي في الوتر آكد، وآخر الليل يعني في الثلث الأخير الذي هو وقت النزول الإلهي، فإنه إذا بقي ثلث الليل نزل الرب -جل وعلا- إلى سماء الدنيا -كما في الحديث المتواتر المعروف عند أهل العلم- فيقول: «هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟» [مسلم: 758 – ويُنظر: البخاري: 1145]، إلى آخر الحديث المشهور، المقصود أن الحرص على الصلاة في آخر الليل؛ رجاءَ إصابة ليلة القدر التي هي في حقيقتها خير من ألف شهر، تعادِل ثلاثًا وثمانين سنة، وهي ليلة واحدة! فلماذا لا يَتعب الناس ويصلون رجاءَ إصابتها والبحث عنها وهي بهذه المثابة، وهي خير من ألف شهر؟! ولو صلوا الليل كله في العشر الأواخر رجاءَ أن يصيبوا هذه الليلة لما كان كثيرًا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- جاء عنه أنه لم يحي ليلة إلى الصباح من أولها إلى آخرها [مسلم: 746]، لكن عُرف عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وكان يخلط في العشرين الأُوَل بين الصلاة والنوم، ولكن إذا دخلت العشر شدَّ المئزر وهجر أهله وأيقظهم للصلاة، واجتهد ما لم يجتهد في العشرين الأُوَل، فلذلك تُخَص بصلاة آخر الليل مع الصلاة في أوله وفي أثنائه، لكن الحرص على صلاة آخر الليل؛ لأنه وقت النزول الإلهي، والله المستعان.
السؤال
لماذا خُصِّصت العشر الأواخر من رمضان بالصلاة في آخر الليل؟
الجواب