الذي يُسلِّم على القبر وعلى المدفون فيه ينبغي كما قال أهل العلم أن يستقبل وجهه كما لو حيَّاه وهو حي، فيستقبل وجه الميت، وأما الدعاء فيستقبل فيه القبلة، ويرفع يديه عند الدعاء، فرفع اليدين عند الدعاء معروف، وفيه أحاديث متواترة تواترًا معنويًا، ومنها هذا الموضع، فيرفع يديه ويُطيل الدعاء للميت، ويمحض له الدعاء ويخلص له، وهذا مما ينفع به أخاه، وهذا من فوائد زيارة القبور: تذكر الآخرة، وينفع أخاه، ويعتبر ويتعظ، فمن فوائدها أن ينفع أخاه بهذا الدعاء، وليس هناك دعاء مخصوص، وإنما يدعو له بالمغفرة والرحمة والتجاوز إلى آخره.
وأما أن يدعو لنفسه عند القبر فهذا بدعة، فلا يدعو لنفسه عند القبر، بل يدعو لنفسه في غير هذا المكان؛ لئلا يَظن أو يقع في قلبه أن هذا المكان له ميزة أو خصيصة، أو أن لصاحب القبر أثرًا في قبول هذا الدعاء، فكما تُمنع الصلاة عند المقبرة تُمنع العبادات أيضًا كالدعاء وقراءة القرآن، فكلها بدع.