إذا رأى العالم من الطُّلاب شيء من الإدْبَار والانصراف والفُتُور لابُدَّ أنْ يَتَأَلَّفهُم إشْفاقاً عليهم، وإرادةً لهُم، ونُصْحاً لهُم، لا لِتكثُر الجُمُوع عليه، هذا لا يختلف مع ما قُلنا سابقاً إنَّ الإنسان يبحث عمَّا يكفيه المؤُونة، نعم يبحث عمن يكفيه المؤونة يفرح إذا قيل: إنَّ الشيخ الفُلاني العالم الفُلاني عندهُ مِئات، عندهُ أُلُوف يفرح؛ لكنْ إذا وُجِد هو في بلدٍ ما وعندهُ عشرين طالب، ثلاثين طالب ثُمّ أخذُوا ينقُصُون مِنْ باب الشَّفقةِ عليهم أنْ يَتَأَلَّفهُم، ويَحثُّهُم على الحُضُور، وأحياناً يُيسِّر لهُم الأمر بأنْ يُهديهم الكُتُب التِّي يحتاجُونها، ويُلين لهُم الكلام، المقصُود أنَّهُ يَتَأَلَّفهُم لا ليكثُر الجمع عندهُ، ليس معنى هذا ليصْرِف وُجُوه النَّاس إليه، لا، إنَّما لينتفعُوا، لِيَنْفَعُهُم بما عندهُ، ليثبُت لهُ أجر التَّعليم، ويثبُت لهُم أجر التَّعلُّم، ويتعاونوا على البر والتَّقوى.