قد يقول قائل مثلاً: أنا قررت على نفسي أن أقرأ القرآن في ثلاث، وجربت هذا ومشيت فيه مدة طويلة، وأنا مرتاح، يقرأ في اليوم عشرة أجزاء وهو مرتاح، ثم يسمع مثل هذا الكلام مع ضمه إلى قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) ثم بدلاً من أن يختم في ثلاثة يقرأ القرآن في سبع، عدوله عن صنيعه الأول أفضل أو استمراره على ما أخذ على نفسه أفضل؟
لأنه يقول: ((لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم)) هذا كأنه لما خالف ((ولا تزد)) دخل في حيز التعمق، فيريد أن يرجع إلى الأمر النبوي في ((أقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) يعني هل الأفضل له أن يستمر يقرأ القرآن في ثلاث أو يغير وينقص من ثلاث من عشرة أجزاء إلى أربعة ونصف فيقرأ القرآن في سبع؟ نقول: ما البديل؟ ما البديل؟ إذا كان يقرأ في اليوم عشرة أجزاء يجلس بعد صلاة الصبح يقرأ خمسة، وبعد صلاة العصر يقرأ خمسة، يقول: نلغي جلسة العصر ونطبق ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) هذا أفضل وإلا ما هو بأفضل؟
طالب:.......
هو عنده قدرة، يقول: أنا متفرغ متقاعد ما عندي شيء أنا بدل ما أجلس ساعة ونصف أقرأ لي خمسة من بعد صلاة العصر أدخل على فلان وعلان أقعد أسولف، من أجل إيش؟ أن أوافق: ((ولا تزد)) هو يريد من يفتيه، يقول: أنتقل إلى سبع وإلا أستمر أقرأ خمسة في العصر وأختم في ثلاث؟
نقول: ما البديل؟ ويش تبي تصنع هذا العصر؟ إن كنت تريد أن تقسم الخمسة على الصبح والعصر وتغير طريقة القراءة تقرأ بتدبر وترتيل ونية استفادة من القرآن نقول: نور على نور، قلل القراءة وهو أفضل لك، لكن إذا كنت تبي تجلس إلى إن تطلع الشمس أو بعدها بساعة، تقول: أبقرأ خمسة بعد صلاة الصبح، وكنت أقرأ بعد صلاة العصر خمسة نلغيها ما لازم ما دام هذا عمل مفضول والرسول يقول: ((لا تزد)) نقول: ما البديل؟ إن كان يستغل في عبادة نقول: ارجع إلى الأمر تكون حينئذٍ وافقت، أما إذا كان والله البديل إما أن يذهب إلى فلان أو إلى علان أو يزاول أعمال لا أجر له فيها، نقول: لا يا أخي، هذا أفضل لك أن تنشغل بأفضل الكلام وأفضل الأذكار.
فرق بين من يريد أن يخفف لأن عندنا ((لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم)) قد يقول قائل: أنا والله أقرأ عشرة في اليوم والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعبد الله بن عمرو: ((لا تزد)) إذاً أنا متعمق، أبرجع إلى وصيته -عليه الصلاة والسلام- ولا أزيد على سبع، وبدل من أجلس الصبح والعصر أجلس الصبح فقط، نقول: أوجد بديل أفضل مما تركت؛ لئلا تكون نكصت عن العبادة، لأن العمل الأول الذي أنت فيه خير بلا شك، وفعله كثير من سلف هذه الأمة، وهو خير، لكن إن رجعت إلى أفضل كنت تقرأ الخمسة على طريق الهذ والخمسة الأخرى كذلك، اقسم الخمسة في الوقتين وغير طريقتك في القراءة، واقرأ القرآن على الوجه المأمور به وتنوي بذلك الإفادة لقلبك ولدينك وعلمك من هذا الكلام الذي هو أفضل الكلام، وتدبر هذا، نقول: هذا أفضل وإن كان المقروء أقل.
أما أن تقول: والله ما في بديل أنا العصر بدل ما أقرأ تقول: نتبع أفضل مأمور به أمر ما له داعي هذا تعمق أبتركه، هذا التعمق أتركه ولما أصلي العصر دخلت كل يوم مع واحد من الجماعة وتقهوينا إلى أن يجي وقت المغرب، ويش...؟ ما الداعي لهذا الكلام؟ لأن هذا الكلام هاجس عند كثير من طلاب العلم الذين تعدوا ما أمر به النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمرو، ويريدون أن يرجعوا إلى ما أمره به عبد الله بن عمرو.
يعني كون الإنسان ماشي على عبادة ((أحب العمل إلى الله أدومه)) الآن ما داوم عليه تركه نقص منه، فليس بمحبوب لله -جل وعلا- ما دام ترك شيء منه، ولم يداوم عليه، نقول: إن كان البديل عبادة أخرى مثلها أو أفضل منها فلا مانع، أما أن تترك العبادة لا إلى بدل فلا شك أن هذا ملل من هذه العبادة، وإن كان لك أصل ومستند لم يعمل به من خوطب به؛ لأنه لم يفهم منه ما فهمت، فإن كان البديل قراءة القرآن على الوجه المأمور به فهذا لا شك أنه أفضل، أن يقلل القراءة وتكون هذه القراءة على الوجه المأمور به.