"والمَرْأَةُ تَرْفَعُ صَوْتَها بِحيثُ تُسْمِعُ رَفِيقَتها"، صَوْتُ المرأة والكلامُ فيهِ كثير لا سِيَّما عندَ المُتأخِّرين هل هُو عَوْرَة أو ليس بِعَوْرَة؟! خِلافِيَّة؛ لكنْ الذِّي يقول صَوْتُ المرأة عَوْرَة يَسْتَدِلُّ بمثل هذا، لماذا لا تَرْفَعُ صَوْتَها بالتَّلْبِيَة؟! لماذا لا تَجْهَر بالقِرَاءة؟! لماذا لا تفعل؟! لماذا تُصَفِّق ولا تُسَبِّح في الصَّلاة؟! كل هذهِ النُّصُوص تَدُلُّ على أنَّ صَوْتَها عَوْرَة، ويُسْتَثْنَى من ذلك ما يُحتاج إليهِ كما كان في مسائل البيع والشِّراء وغيرِها عند الحاجة، إذا دَعَتْ الحاجة إلى ذلك، ومنهُم من يقُول ليْسَ بِعَوْرَة، ما دَام يَسْمَعُها الرِّجال تَبِيع وتَشْتَري وتَرْوِي الحديث وتَتَلَقَّى الأحاديث ليْسَ بِعَوْرَة، ومَعْرُوفة آرَاء المَشايخ في هذه المسألة كرأي العُلماء والخِلاف مَبْسُوط؛ ولا شكَّ أنَّ الاحْتِيَاط للمرأةِ ألاَّ تَرَى الرِّجال ولا يَرَوْنَها ولا تَسْمَعُ كَلامَهُم ولا يَسْمَعُونَ كلامها ! مع ما يتيسَّر، ومع الأسَف الشَّديد أنْ تَسْمَع الآنْ المَرْأة لا تَخْتَلِف بشيء عن الرَّجُل، تَجِد المرأة نَصَبَتْ نَفْسَها للدَّعْوَة، وعُرِفَتْ بذلك، وشُهِرَتْ بذلك، ونَفَعَ اللهُ بها نَفْعاً عَظِيماً، ومع ذلك إذا دَاخَلَتْ في إذاعة أو في قناة أو ما أشبه ذلك رَفَعَتْ صَوْتَها أكثر من الرِّجال! هل هذا هو اللَّائِق بالنِّساء؟! لا والله ليسَ هذا هو اللَّائِق بالنِّساء، فالنِّساء ليسَ لَهُنَّ هذا الأمر؛ وإنَّما هُو للرِّجال، الرِّجال يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُم، والنِّساء يَخْفِضْنَ أصْوَاتَهُنّ، واللهُ المُستعان، ولا شكَّ أنَّ هذا تَشَبُّه، وهذهِ يُخْشَى أنْ تَكُون مُتَرَجِّلَة أوْ رَجِلَة من النِّسَاء.