على المسلم - خصوصًا طالب العلم - أن يُعْنى بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي هو المصدر الأول، وكذا جميع ما ثبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم، سواءٌ أكان ذلك متواترًا أو آحادًا، وسواءٌ أكان من أفرادِ الآحادِ الصحيحِ أو الحسنِ، فكلُّه مقبول في جميع أبوابِ الدينِ. أما المبتدعة فإنهم لا يقبلون أخبار الآحاد في العقائد؛ مع أن أكثر الأخبار قد جاءت بطريقِ آحاد، ورسلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى الملوكِ وغيرهم أفرادٌ، والاستدلالُ على حجِّية خبرِ الآحاد - وإن كان راويه فردًا واحدًا؛ فضلًا عن أن يكون عددًا - أكثر من أن تحصرَ، وعلى هذا درَج الصَّحابة رضي الله عنهم بعد أن أرسلَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآفاق أفرادًا يعلِّمونهم الدين، وينقُلون لهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، ويقيمون عليهم الحجج.