الشرائع كلها تتفق على الأصول الذي هو: التوحيد والإيمان بأركانه؛ ولذا يقول أهل العلم: أن العقائد لا يدخلها النسخ، وفي الحديث: «نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد»، وهذا في الأصول، وأما في الفروع فيقول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] يقول ابن عباس: سبيلاً وسنة. فكل واحد من الأنبياء له شريعة تخصه في الفروع، بينما الأصول واحدة متفق عليها.
والسجود للبشر مع أنه له صلة بالعقائد، إلا أنه جائز في شريعة يوسف -عليه السلام-، كما قال تعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} [سورة يوسف:100]؛ وغير جائز في شريعتنا. والفرق هنا باعتباره عمل من الأعمال فهو فرعي مثل الصلاة؛ لأن السجود جزء من الصلاة، والصلاة من الفروع، لكن إذا نظرنا من جهة أخرى إلى أن المسجود له هو الله -سبحانه وتعالى- بمعنى أنه هو المعبود، فالسجود للمخلوق باعتباره ذل وخضوع فهو أصل، وباعتباره سجود الذي هو جزء من الصلاة فهو فرع. ولذا قالوا أن السجود سجود تحية وليس سجود عبادة، وهو وإن كان سجود تحية إلا أنه مما نُسِخ فهو غير جائز في شرعنا.