قال تعالى في سورة الكهف: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: 50] وهذا يدل على أنه ليس من الجن وليس من الملائكة، والاستثناء في قوله: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ} [الحجر: 30، 31] هذا الاستثناء منقطع؛ لأن إبليس ليس من جنس المستثنى منه وهم الملائكة. ومن العلماء من يرى أن إبليس من الملائكة، إذ الأصل في الاستثناء الاتصال، وقالوا إن الجن طائفة من الملائكة يقال لهم الجن وهم خزان الجنة وفيهم ما فيهم.
والمسألة خلافية بين أهل العلم، وسواء كان من الملائكة أو من غير الملائكة هو مخلوق ذميم مطرود ملعون؛ بسبب معصيته لله -سبحانه وتعالى- بترك السجود لآدم، واحتجاجه بطيب مادته وأصله وعنصره، وقياسه الفاسد حينما قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12].