طالب: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((المَرْءُ مع منْ أَحَب)) متفق عليه.
الشيخ: هذا الحديث حديثٌ عظيم ، ينبغي للمُسلم أنْ يفرح به أشدّ الفرح، كما فَرِحَ به الصَّحابة؛ لكن ليست المسألة دعوى ولا أماني ((المرء مع من أحب)) كلنا نَدَّعِي أنَّنا نُحِب الرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، ونُحبُّ أبا بكر، ونُحب عُمر، ونُحب الأنبياء، ونُحب العُلماء العاملين المُخلصين المُحَقِّقِين، كلنا ندّعي ذلك؛ لكن الكلام ما الذي يُصدِّق هذه الدعوى؟ الذي يُخالف أمر الرسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يُحب الرسول؟ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[(31) سورة آل عمران] هذه الدعوة المصدّقة في العمل، فالذي يعصي الله -جلَّ وعلا-، ويعصي أوامر الرَّسُول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- كاذبٌ في دعواه.
تَعْصِي الإله وأنت تزعُمُ حُبَّهُ لو كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ |
|
هذا لَعَمْرِي فِي القِيَاسِ شَنِيعُ إنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحبُّ مُطِيعُ |
الرَّسُول يَأْمُرُكَ بالأمر، ويَنْهَاك عن النَّهي، ولا يُحَرِّك فيك سَاكِن، وتقول: أحُب الرَّسُول -عليه الصَّلاة والسَّلام-، كثير من المُسلمين في أقطار الأرض مُخَالِفُون مُضَادُّون للنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولِأَقوالِهِ ولِأَفْعَالِهِ، وإذا جَاء يوم المَوْلِد زَعَمُوا أنَّهُم يُحِبُّون الرَّسُول -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ويَرمُون من لا يُزاول هذه الأمور البِدْعِيَّة بعدم محبَّة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ويزعُمُون أنَّهم هُم الذِّين يُحبُّونه، هذا الكلام ليس بصحيح؛ إنما من يُحِب أحد لابُد أنْ يَتَّبِعَهُ، على مُستوى الأفراد الآن لو شخص يُحِب آخر، أو يُحب امرأة أُعجب بها و أحبّها تأمرهُ بأدنى شيء فلا يُطيعُها هذا حب؟ هذا ليس بِحُب، كاذب في حُبِّهِ؛ لكن مع ذلك ((المرء مع من أحب)) فلتكُن مَحَبَّتُهُ لله ورسُولِهِ والصَّحابة والأتباع بإِحسان والأنبياء، مُخْلِصاً صَادِقاً في مَحَبَّتِهِ؛ لِيَتَحَقَّق لهُ هذا الوَعْد.