سئل ثعلب -وهو من أئمة اللغة الثقات- عن الآحاد: أهي جمع الأحد؟ قال: معاذ الله، ليس للأحد جمع، ولكن إن جعلتَه جمع الواحد، فهو محتمل مثل شاهد وأشهاد [تهذيب اللغة للأزهري 5/126، ولسان العرب 3/448].
لكن هل (أحد) من الأسماء التي يختص بها الله -جل وعلا- أو من الأسماء المشتركة مثل: الكريم، الرحيم؟
ويقال في التفريق بينهما: الأسماء المشتركة بين الخالق والمخلوق يجوز جمعها كالرحيم والكريم، قال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن» [أبو داود (4941)، الترمذي (1924)]، وأما الأسماء التي يختص بها الله -جل وعلا- كـ(الله)، و(الرحمن) فلا يجوز جمعها.
واسم الله (الأحد) مشترك، يطلق على الله -جل وعلا-، ويطلق على اليوم الذي يلي السبت، يقال في الشهر أربعة آحاد، وعليه فلا مانع من الجمع، وأما ثعلب فقد أكد وأصر على أنه لا يمكن جمع أحد، وهو في هذا نظر إلى اللفظة باعتبارها اسمًا من أسماء الله -جل وعلا-، وإن كان الجمع في استعمال أهل العلم واردًا.
قال الأزهري: «والواحد من صفة الله معناه أنه لا ثاني له، ويجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد -كما لو قيل لك: كم عندك من بيت؟ تقول: واحد-، فأما أحد فلا يوصف به غير الله تعالى؛ لخلوص هذا الاسم الشريف له -جل ثناؤه-، وتقول: أحَّدتُ الله تعالى، ووحدته وهو الواحد الأحد» [تهذيب اللغة 5/128].
كلام الأزهري يؤيد كلام ثعلب الآنف، من أنه لا ينعت بـ(أحد) غير الله -جل وعلا-، لكن ماذا عما جاءت به النصوص الصحيحة بلفظ الأحد، والمراد به اليوم الذي يلي السبت، فهل يَرِدُ عليهم مثل هذا؟