نظر السيوطي في كتاب البلقيني «مواقع العلوم»، واطلع لاحقًا على البرهان للزركشي ونظر في كتب أصول الفقه وعلوم الحديث وجرّد ما يخص علوم القرآن، فألّف في ذلك أولًا كتابًا أسماه: «التحبير في علم التفسير»، ضمّنه أكثر من مائة نوع من أنواع علوم القرآن، وهو كتاب متقن، ومحرر، ومضبوط، ثم بعد ذلك ألف: «الإتقان في علوم القرآن»، وهو كتاب نفيس لا يستغني عنه طالب علم، جمع فيه السيوطي الأنواع التي في «التحبير» وضم بعضها إلى بعض، فوصلت عنده إلى الثمانين، واقتصر من هذه الأنواع في «النُّقاية» على خمسة وخمسين نوعًا، واقتصر عليها؛ لأن «النُقاية» إنما أُلفت للمبتدئين، وتكثير الأنواع على المبتدئ يحيره ويشوش عليه، فيُقتصر على أهم المهمات بالنسبة له.