يقول: ظهر في الآونة الأخيرة ظاهرة التَّحَزُّب حتّى أصبح البعض من طُلاب العِلم لا يُسلِّم ولا يرد السَّلام على من يُخالفهُ في الوجهة فما حكم ذلك؟
إذا كان الخلاف في أصل الدِّين، فمُعاملة المُخالف في أصل الدِّين سواءً كان كافراً أو مُبتدِعاً بدعة مُكَفِّرة، معروف عند أهل العِلم وواضح، المُخالف في أصل الدِّين ببدعة غير مُكَفِّرة، فمثل هذا يُسْلَكُ في حَقِّه الأَصْلح، والتَّأليف أمرٌ مَعرُوف في الشَّرع، ويُصْرَف للمُؤَلَّفة قُلُوبهم من الزَّكاة، وهي رُكن من أركان الإسلام، مِنْ أَجْلِ تَأْلِيفِهِ وتَقْريب دَعْوَتِهِ، فمثل هذا يُسْلَكُ معهُ الأَصْلح، والصِّلَةُ والهَجْر كِلاهُما عِلاج، ويُفْعَل معهُ الأنْجَع بِعِلاجِهِ، و أمّا ما ظَهَر بين طُلاب العِلم، مع الأسَف الشَّديد من الجَفَاء فمثل هذا لا شكَّ أنَّهُ من التَّحريش الذِّي رَضِيَ به الشَّيطان؛ لِأَنَّهُ قد يكونُ بين اثنين لا اختلاف بينهما حقيقةً، قد يختلفان في أمرٍ لا أَثَرَ لهُ، أمر يسير للمُخالف فيهِ مَنْدُوحة والشَّرعُ يَسْتَوعِبُهُ.