الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنَّما أنا قاسم، والله المُعْطِي)) فعلى هذا على الإنسان أنْ يبذل السبب، ولا يقول: أنا طلبت العلم سنين ما استفدت، عليك أنْ تستمر إلى أنْ يأتيك اليقين؛ لأن العلم من أعظم أبواب العبادة؛ بل يُفَضِّلُهُ أهل العلم على جميع ما يُتَعَبَّدُ به بعد الفرائض، أفضل نوافل العبادات تعلم العلم الشرعي، فعليك أنْ تستمر، ولو كان حفظك ضعيف، ولو كان فهمك أقل، مثل هذا لا يثنيك عن تعلم العلم الشرعي، ومع الوقت والإخلاص والحرص تُدْرك -إن شاء الله تعالى-، ولو لم تدرك من ذلك إلا الانْدِرَاج في قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) فأنت أَلَا تُريد أنْ يُسَهِّل الله لك طريقاً إلى الجنة؟ ولو لم تُدْرِك العلم؛ لأنَّ الوعد في هذا الحديث ما رُتِّب على العلم؛ إنَّما على سُلُوك الطريق فقط، فأنت مجرد ما تسلك الطريق، يُيَسَّر لك الطريق إلى الجنة، ولو لم تُدْرِك من العلم ما يكفيك أو لم تدرك شيئاً؛ لأنَّ هذا الوعد ثابت لمُجَرَّد من سَلَكَ الطريق.