مادام حفظ (الأربعين)، و(العمدة)، و(البلوغ)، ومشى على الجادة التي مشى عليها أهل العلم تأهَّل حينئذٍ لحفظ الكتب المسندة المطوَّلة، وإن حفظ (المنتقى) قبلها؛ لأن فيه أحاديثَ يحتاجها طالب العلم لا توجد في التسعة، كان أولى، وإذا شرع مباشرة في الكتب التسعة المسندة، والمقصود بها: (البخاري)، و(مسلم)، و(أبو داود)، و(الترمذي)، و(النسائي)، و(ابن ماجه)، و(الموطأ)، و(المسند)، و(الدارمي)، هذه هي التسعة، وإذا أُطلقتْ التسعة فالمراد حفظها بأسانيدها؛ لأنها أصول وليست متونًا، وما يُقال الآن ويُذكَر مِن أن فلانًا حفظ التسعة، وقد حفظ الجمع بين الصحيحين مجرَّدًا من الأسانيد والتكرار، وحفظ عليها زوائد (سنن أبي داود)، وزوائد( سنن الترمذي)، وزوائد (سنن النسائي)، وزوائد (سنن ابن ماجه) يعني زوائد الأربعة على الصحيحين، وكلها بدون أسانيد ولا تكرار، ثم بعد ذلك حفظ زوائد الثلاثة بدون أسانيد ولا تكرار، هذا فيه تجوُّز، فما يقال: (حفظ التسعة)! وإنما يقال: (حفظ التسعة) إذا حفظها بأسانيدها على هيئتها وصفتها.