الحديث الصحيح ما توافر فيه شروط، التي هي: أولها ثقة الرواة، ومعنى الثقة أن يكونوا عدولًا ضابطين، فهي: العدالة، والضبط، واتصال الإسناد، والسلامة من الشذوذ، والخلو من العلة القادحة، خمسة، إذا توافرت هذه الشروط بأن كان الرواة ثقاتًا: عدولًا ضابطين، واتصل الإسناد من أوله إلى آخره، بأن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقى الحديث بطريق معتبَر من طرق التحمل، وسلِم الحديث من الشذوذ، وسلِم من العلة القادحة، حينئذٍ يكون صحيحًا عند أهل العلم.
وإذا اختل شرط من هذه الشروط ضَعُف الحديث، -تطرَّق إليه الخلل بسبب فقد شرط من هذه الشروط، فحينئذٍ يكون ضعيفًا-.
عدالة الرواة: إذا لم يكونوا عدولًا بمعنى لم تثبت عدالتهم، سواء كانوا مجروحين أو مجاهيل.
إذا لم يتم الضبط، فإن خفَّ الضبط إلى حدٍّ لا يُخرج الراوي عن دائرة القبول فإنه يسمى بالحديث الحسن، وإن ضَعُف الضبط ووصل إلى حدٍّ لا يقبله أهل العلم فإنه ينزل إلى درجة الضعيف.
وبهذه الشروط الخمسة نعرف ونقيس هذه الأسانيد التي رويتْ بها هذه الأحاديث، وهذه المتون التي رويتْ بهذه الأسانيد، بهذه المقاييس والشروط الخمسة، وحينئذٍ يُحكم عليه بالصحة أو بالضعف، والله أعلم.