جاء في (صحيح البخاري) عن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وإن رميتَ الصيد فوجدتَه بعد يومٍ أو يومين ليس به إلا أثر سهمكَ فكل»؛ لأنه تبيَّن أن سبب الموت هو سهمك، «وإن وقع في الماء فلا تأكل» [5484]، يعني: إذا رماه الصائد فوقع في الماء فسبَبُ الموت لا يُدرى هل هو السهم أم الغرق، لكن إذا وُجد على الأرض وليس فيه إلا أثر السهم فالذي يغلب على الظن أن موته بسبب السهم. وفي حديث أبي ثعلبة –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا رميتَ بسهمك، فغاب عنك، فأدركتَه فكله، ما لم يُنْتِن» [البخاري: 1931]، يعني: تتغير رائحته، فإذا أنتن فلا يُؤكل، لماذا؟ لأنه مضر، فالمنتن مضرٌّ على اختلاف في درجات النتن، فإذا أوغل في الإنتان فإنه حينئذٍ يضر بالبدن، فلا يُؤكل بسبب الضرر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أضافَه اليهودي على خبزِ شعيرٍ وإهالةٍ سَنِخَة [مسند أحمد: 13201 / ويُنظر: البخاري: 2069]، يعني: متغيِّرة، فيها تغيُّر في الرائحة، فهذا محمول على أن التغيُّر يسير، أما ما جاء في حديث أبي ثعلبة –رضي الله عنه- فالتغيُّر كبير يوصِل إلى حدِّ الضرر، فلا يجوز أكله حينئذٍ، والله أعلم.