السؤال
سائلة تقول: إنها فتاةٌ تعيش مع أمها المطلقة وإخوتها وأخواتها، وإن أباها يعيش مع زوجته الأخرى، تقول: أنا يا شيخ أسمع عن البر بالوالدين، ولكن أبي لا أظنه بحاجةٍ إلي؛ لأنه في بيتٍ آخر، وزوجته قائمةٌ بشؤونه، وكذلك إخوتي يخدمونه، أما والدتي فهي معنا لكن لديها خادمة، وكذلك إخوتي يخدمونها، وفي نظري أنها ليست محتاجة لخدمتي إلا في بعض الأشياء اليسيرة التي لا تُذكر، مثل: عمل القهوة والشاي، أو صُنع الطعام أحيانًا، فأستغل وقتي بالصيام والعلم وحفظ القرآن، لكنني أحزن وأخاف أنني لستُ من البارين بوالدَيَّ، وعندما أسأل أمي عن رضاها، تقول: (راضيةٌ عنكِ، ليس لنفعكِ؛ ولكن لأنكِ أرحتِ قلبي بالتزامكِ وصلاحكِ؛ خشيةَ أن يسألني الله عنكِ يوم القيامة)، فوجهوني -حفظكم الله-، وهل أنا عاقةٌ لهما؟ وهل يلزمني البر وهذه حالي؟
الجواب
إذا كان الولدان ليسا بحاجة إلى الولد، وأذِنا له في أن يتصرف في أموره وينشغل بأعماله سواء كانت من عبادات أو مصالح دنيوية لائقة، فلا يُعتبر عاقًّا، وعليه أن يرفق بهما بالكلام الطيب، وأن يعرض الخدمة فإذا لم يقبلاها فالأمر لا يعدوهما، وهي بهذا تكون برَّة.
وإذا انشغلتْ -كما قالت-؛ لعدم حاجة والديها لها، بالعبادات من الصيام والصلاة وقراءة القرآن والأذكار، وعملِ ما ينفعها في دينها ودنياها فلا شك أنها على خيرٍ عظيم -إن شاء الله تعالى-.