لا شك أن الورع مطلوب، والتحرِّي هو شأن المسلم، فلا يستعمل ما لا يملكه سواء كان مالكه خاصًّا كشخصٍ بعينه أو عامًّا كبيت المال، وعلى هذا: هذه المرأة لا شك أن كلامها يدل على تحرٍّ وندمٍ على ما فات، وإن كان بعضهم يتساهل في هذه الأمور اليسيرة التي تعارف الناس على استعمالها من غير نكيرٍ كورقة –مثلًا-، أو كتابة بقلم، أو مكالمة في هاتف، أو شحن جوال، أو ما أشبه ذلك، بعضهم يتسامح في مثل هذا، ويقول: هذه الأمور تعارف الناس على التعافي عنها بحيث لو فعلتها في محلٍّ خاص وصاحبه ينظر إليك ما أنكر عليك، وكذلك المسؤول عن هذه الجهة -مدير المدرسة- يراك ولا يُنكر عليك، فهذه مما يتساهل الناس بها.
ولا شك أن الورع والاحتياط أبرأ وأسلم، فإذا قدَّرتْ ما استعملتْه من آلات التصوير أو الأقلام أو ما أشبه ذلك من ممتلكات المدرسة، إذا قدَّرتْه تقريبيًا وزادتْ عليه قليلًا، ودفعت المبلغ المقدَّر للمدرسة، فلا شك أن هذا أحوط وأبرأ للذمة، وأما كونها تتبرَّع به فلا، إنما تُعيده إلى المدرسة إذا قررتْ ذلك، والله أعلم.