أفضل وأنفع ما ينتفع به المسلم في هذا الباب القرآن الكريم، فقد قال الله –جلَّ وعلا-: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45]، فالتذكير يكون بالقرآن، وفيه من المواعظ وما يستيقظ به العبد من رُقاد الغفلة -كما جاء في السؤال- الشيء الذي لا يخطر على البال ولا يُدرِك ذلك إلا مَن تدبَّر القرآن.
فتدبَّرِ القرآنَ إنْ رُمتَ الهُدى |
|
فالعلمُ تحتَ تدبُّرِ القرآنِ |
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: قراءة القرآن على الوجه المأمور به -يعني من التدبر والترتيل- تُفيد قلب المسلم من اليقين والإيمان ما لا يُدركه إلا مَن جرَّبه. فلا بُد من أن يُقرأ القرآن على الوجه المأمور به؛ ليستفيد القارئ الفائدة التامة.
وأفضل ما يُوعظ به الإنسان كلام الله، ثم بعد ذلك ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام– في السُّنَّة وما صحَّ منها كما في (صحيح البخاري) في كتاب (الرقاق)، هذا فيه نفعٌ للمسلم لا يُقَدَّر، ففي أبوابه وتراجمه وما استدل به على هذه التراجم الشيء الكثير، ولا بُد أن يُقرأ هذا من الأصل ولا يُقتصر فيه على المختصرات، ففي (البخاري) ما يزيد على مائتي حديث في(الرقاق)، وفي مختصراته لا يزيد على عشرة أو يزيد عنها قليلًا، فلا يُقتصر على المختصرات في هذا الباب، وهذا بالمقارنة يتَّضح؛ لأن المختصرات تقتصر على الحديث من غير تكرار، وأكثر الأحاديث في كتاب (الرقاق) المتأخِّر في (صحيح البخاري) قد مضى في الأبواب الأولى، والبخاري أعادها كلها في هذا الكتاب وجمع بين أطرافها وأبدع -رحمة الله عليه-، وكذلك الزُّهد في (صحيح مسلم)، وفي (جامع الترمذي)، وغيرها من كتب السُّنَّة، وأُلِّف في الزُّهد والرقائق من أئمة الإسلام الشيء الكثير.
وأيضًا هناك علماء يهتمون بما يُعالج أمراض القلوب، ولشيخ الإسلام كلامٌ جميل في هذا الباب لكنه متفرِّق، ولابن القيِّم أكثر في (طريق الهجرتين)، وفي (مفتاح دار السعادة)، وفي (مدارج السالكين)، وفي (الفوائد)، وغيرها من كتبه.
وكذلك الحافظ ابن رجب له أيضًا مشاركات في هذا الباب كثيرة، وهو من أطباء القلوب كما يقول أهل العلم، وله كلامٌ كثير ونقلٌ عن السلف، ينتقي انتقاءً ينتفع به طالب العلم والعامي، وكلٌّ ينتفع به، وهناك كتب أخرى أُلِّفَتْ في هذا الباب لكن هذه من أهمها، والله أعلم.