إذا كانت المسلمة لا تستطيع الصيام في وقت الصيام في رمضان، وأخبرها أكثر من طبيبٍ مسلمٍ بأنها لن تستطيع القضاء في المستقبل؛ لِما يعلمون من حالتها وأنه وصل بها المرض إلى أن تكون عاجزةً عن الصيام في حاضرها ومستقبلها، فإنها حينئذٍ تُطعم عن كل يومٍ مسكينًا، قال الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. قال ابن عباس–رضي الله عنهما- في قوله –جلَّ وعلا-: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}: "نزلت رخصةً في الكبير والمرأة الكبيرة وهما لا يُطيقان الصيام أن يُفطرا ويُطعما عن كل يومٍ مسكينًا" [أبو داود: 2318]، والمريض الذي يعجز عن الصوم أو يشق عليه مشقةً شديدة ولا يُرجى بُرؤه بإخبار الأطباء أنه لا يمكن أن يُشفى من مرضه -والله على كل شيءٍ قدير، ولا يأس، لكن في ظاهر الأمر وفي المقدمات التي توصلوا بها إلى النتائج الظاهرة- فإنه حينئذٍ في المريض الذي لا يُرجى بُرؤه حُكمه حكم الشيخ الكبير الذي لا يقوى على الصيام، والله أعلم.
السؤال
امرأة مُبتلاةٌ بمرض السكري –شفاها الله وعافى جميع المسلمين- وتستخدم الأنسولين، وقد منعها الأطباء من صيام شهر رمضان، فأفطرتْ رمضان كاملًا، وأخبرها الأطباء بأنها لن تستطيع قضاء رمضان، فماذا يلزمها؟
الجواب