الزواج لا شك أنه سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، ولا تعارض بينه وبين طلب العلم، بل هو خير معين وميسِّر لطلب العلم، لا سيما إذا كانت الزوجة لها رغبة في العلم، وذات دين، فلا شك أنها تعينه وتيسِّر له أسباب طلب العلم، ولو لم يكن في ذلك إلا الراحة النفسية؛ لأن الشاب قبل الزواج لا شك أنه مشتَّت، وأحيانًا يريد أن يحفظ، ثم بعد ذلك لا يستطيع؛ لأنه مشتَّت، قلبُه هنا وهناك، لا سيما إذا كانت رغبته في الزواج شديدة، فمثل هذا لا يستطيع أن يطلب العلم إلا إذا تزوج.
نعم الزواج له ضريبة، وفيه أيضًا شيء مما يعوق، فلا يعني أنه معين من كل وجه، فالزوجة لها مطالب، ولها حقوق، ولها واجبات، ولها -أيضًا- متطلباتها التي أحيانًا لا تكون بيد الزوج، فيحتاج إلى أن ينشغل بها، وعلى كل حال الزواج -على ما فيه من الانشغال بالزوجة- سنة من سنن المرسلين، وسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومَن رغب عنها فليس منه -عليه الصلاة والسلام-، وهو خير ما يعين على طلب العلم وتحصيله، ولا إشكال -إن شاء الله تعالى- في أن يتزوج الإنسان، وهذا مُجرَّب، فالإنسان إذا هُيِّئتْ له جميع الأسباب: نُظِّفتْ ثيابه، وجُهِّز طعامه، حتى كتبه رُتِّبتْ، فهذا خير معين لطالب العلم، فالزواج لا شك أنه خير من العزوبة.