نعم لك توبة، ومَن يحول بينك وبين التوبة؟ وسوف تُبدَّل سيئاتك كلها حسنات، وإذا كان الشرك يُبدَّل حسنات بالتوبة، وإذا كان قتل النفس يُبدَّل حسنات بالتوبة، وإذا كان الزنا يُبدَّل حسنات بالتوبة، كما قال الله -جل وعلا- في أواخر سورة الفرقان، فماذا عن هذا الصنيع؟ تُب توبة نصوحًا بشروطها: أخلص لله -جل وعلا- في توبتك، واعزم على ألَّا تعود، وأَقلع فورًا، واندم على ما فات، وستجد الخير عند الله -جل وعلا-، وسوف -بإذن الله جل وعلا- يتحقَّق لك ما وعد الله {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}، فاعمل الصالحات بدلًا من السيئات، {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: ٧٠]، حتى إن شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: إن التائب من الذنوب والمعاصي تنقلب سيئاته حسنات، وتُضاعف هذه الحسنات، فلو افترضنا أن شخصين عاشا مدة سبعين عامًا، أحدهما قضاها في العبادات، لا يفتر عن طاعة الله -جل وعلا-، والآخر لا يفتر عن المعاصي، ثم تاب هذا العاصي توبة نصوحًا، قُبلتْ توبته، وبُدِّلتْ سيئاته حسنات، فصار مثل الثاني، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، مع أن المرجَّح عندي أن البدل له حكم المُبدَل، فالسيئات لا تُضاعف، إذن بدلها لا يُضاعف، ولا يستوي عند الله -جل وعلا- مَن لا صبوة له، وعاش طول عمره في العبادة، مع آخر، لكن فضل الله واسع.
وإذا تصوَّرنا أن هذه الجرائم والمعاصي لم تتعلَّق بحقوق المخلوقين، فهذه التوبة منها بينك وبين ربك بشروطها، وسوف تُبدَّل سيئاتك حسنات -إن شاء الله تعالى-.