التكلُّم في الصحابة -رضي الله عنهم- مُضادَّة ومُحادَّة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الله عدَّلهم في كتابه، وكذلك رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فلا شك أن هذه مُحادَّة لله ورسوله، إضافة إلى أنها طعن في الدين، فالذين يتكلَّمون في الصحابة ليس هدفهم الصحابة بأشخاصهم وأعيانهم، وإنما هدفهم ما حملوه، وما بلَّغوه للأمة من دِين، فلو تأمَّلتَ مَن طعنوا فيه من الصحابة في القديم والحديث عرفتَ مقصدهم، فأصل مقصدهم الطعن في الدين، ولذا تجد أكثر مَن يُطعَن فيه من قِبَل طوائف البدع، ومن قِبَل المستشرقين، وأذناب المستشرقين، أبا هريرة -رضي الله عنه-، لماذا؟ لأنه يحمل نصف الدين، فإذا طُعِن في أبي هريرة، فمعناه أننا هدمنا نصف الدين، وأنا ما وجدتُ مبتدعًا ولا مُغرضًا ولا مُستشرقًا يَطعن في أبيض بن حَمَّال -رضي الله عنه-، أو آبي اللحم -رضي الله عنه-، الذي لا يروي إلا حديثًا واحدًا؛ لأن هذا لا ينفعهم، فالذي لا يروي إلا حديثًا واحدًا يحتاجون إلى الطعن في خمسة آلاف شخص منهم لكي يُعادِلوا أبا هريرة! فالطعن في الصحابة -رضي الله عنهم- طعن فيما يحملونه من دين.
(وهل هم عُدول؟)، نعم، هم عُدول باتفاق مَن يُعتدُّ بقوله من أهل العلم.
(ونسمع الطعن في معاوية -رضي الله عنه- في الأيام الأخيرة)، معروف أن أهل البدع لهم موقف من معاوية، باعتبار ما حصل بينه وبين عليٍّ -رضي الله عن الجميع-، والطعن في معاوية طعن في الوحي الذي يكتبه؛ لأنه من كُتَّاب الوحي.