بعض النساء تُقلِّد بعض أصوات المُقرئين، فتقول: هل هذا من التشبُّه بالرجال؟
أولًا: تقليد الصوت له أكثر من مغزى، فقد يكون من باب الإعجاب بالشخص نفسه، وقد يكون من باب الإعجاب بصوته، وهذا الذي لا يختصُّ به الرجال؛ لأن القرآن يشترك فيه الرجال والنساء، وتحسين الصوت مطلوب من الجميع، وأداء القرآن على الوجوه المعتبرة عند أهل العلم، وعلى الوجه المأمور به شرعًا يشترك فيه الرجال والنساء، فليس هذا من باب التشبُّه، لكن إن كان تقليد هذا الرجل إعجابًا بشخصه فيُمنع من هذه الحيثيَّة، وإن كان من باب الاستخفاف به؛ لأن بعض الناس يُقلِّد بعض القرَّاء وبعض المُؤذِّنين وغيرهم من باب التندُّر به، ومثل هذا لا شك أنه من المنهيِّ عنه.
وقد يختلف الأذان عن قراءة القرآن؛ لأن المرأة ليس عليها أذان، فإذا قرأت القرآن تتعبَّد به بقراءة شخص أعجبتها قراءته؛ لأنه على الجادَّة، فمثل هذا لا شيء فيه، لكن إذا أَذَّنتْ مثل أذان الحرم، أو مثل أذان كذا أو كذا، والمرأة ليس عليها أذان، فمثل هذا إن سَلِم من عيب المُؤذِّن، أو شَيْنه، أو التندُّر بصوته، أو الإعجاب بشخصه، فهو خلاف الأولى.