الله -جل وعلا- هو الذي قَدَّرَ المقادير على الخلائق بما فيها من خير وشر بالنسبة للمخلوق، وأما ما قَدَّرَه الله -جل وعلا- فكله خير، ولو كان في ظاهره شرٌّ بالنسبة للمخلوق، لكن من باب الأدب لا يُضاف الشر إلى الله -جل وعلا-، وإنما يُضاف إليه الخير، «والشر ليس إليك» [مسلم: 771]، كما جاء في الحديث، وإن كان هو –سبحانه- المُقَدِّر لجميع ما يحصل للإنسان مما هو خير أو مما ظاهره بالنسبة له شر، فهو المقدر للجميع، لكن لا يُضاف إلى الله هذه اللفظة؛ تأدبًا معه -جل وعلا-؛ ولذا جاء في الحديث: «والشر ليس إليك». وفي قول الله تعالى: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: ١٠] قال في جانب الشر: {أَشَرٌّ أُرِيدَ} بُني للمجهول؛ لئلا يضاف الشر صراحة إلى الله -جل وعلا- من باب الأدب، وأما بالنسبة للخير فقال: {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} إضافة صريحة؛ لأن هذا خير. «والشر ليس إليك» بمعنى أنه لا يضاف إليه الشر المحض مطلقًا، ولا ما في ظاهره شرٌ وإن كان في باطنه خير؛ تأدبًا مع الله -جل وعلا-.
السؤال
هل يصح أن أقول هذه العبارة: (بيده الخير والشر)؟
الجواب