مَن طلب العلم الشرعي بقصد أن يشتهرَ بين الناس أو ليقال: عالم، لا شك أن هذا عين الرياء.
ومن يكن ليقولَ الناسُ يطلبُهُ أخْسِرْ بصفقتِه في موقفِ الندمِ
والذي يَدرس ويطلب العلم؛ ليقال: عالم، هذا من الثلاثة الذين هم أول مَن تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة، يؤتى به فيقال: ما صنعت يا فلان؟ فيقول: تعلمتُ العلم فيك وعلَّمته، فيقال: كذبتَ، إنما تعلَّمتَ وعلَّمت؛ ليقال: عالم، فيؤمَر به فيلقى في النار. والثاني: الذي يتصدق بالأموال الكثيرة، ثم يؤتى به فيقال: ما صنعت؟ فيقول: حرصتَ على جمع المال من حِلِّه، وبذلتُه مبتغيًا بذلك وجهك خالصًا لك، فيقال له: كذبتَ، وإنما بذلتَ؛ ليقال: جواد، وقد قيل، ثم يؤمر به فيُكب في النار. والثالث: المجاهد الذي يُقْتلُ في سبيل الله، ثم يُؤتى فيقال: ماذا صنعت؟ فيقول: قاتلت في سبيلك حتى قُتِلتُ، فيقال له: كذبتَ، إنما قاتلتَ؛ ليقال: شجاع، فيؤمر به في النار. [ينظر: مسلم: 1905]، فهولاء الثلاثة هم أول من تُسَعَّر بهم النار، ومنهم الذي يَطلب العلم؛ ليقال: عالم أو ليشتهر أمام الناس، وأنه مثل فلان أو مثل علّان من كبار أهل العلم، هذا عين الرياء، وهو أمر خطير جدًّا.