أولاً على مثل هذا أن يتقي الله -جل وعلا- ويعلم ويوقن ويجزم أن هذا كله من الله -سبحانه- وأن الخيرة فيما يختاره الله -جل وعلا- فلا يدري النفع في البنات أم في البنين، وفي كثير من الحالات تكون البنات أنفع من الأبناء، وعليه أيضًا ألا يشابه أهل الجاهلية الأولى الذين: {إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: ٥٨ – ٥٩].
وقد جاء في الإسلام الحث على تربية البنات وأنها ستر من النار، وأنهن سبب مرافقته -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، كما ثبت ذلك في (صحيح مسلم) من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم «من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه. [مسلم: 2631]، وعن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: جاءتني امرأة، ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته حديثها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من ابتلي من البنات بشيء، فأحسن إليهن كن له سترًا من النار» [البخاري: 1418 - مسلم: 2629] الحديث متفق عليه.
والمرأة التي هجرها زوجها لأنها لا تلد إلا البنات قالت:
ما لأبي حمزة لا يأتينا |
|
يظل في البيت الذي يلينا |
غضبان ألا نلد البنينا |
|
والله ما ذلك في أيدينا |
وصدقَتْ، فهذا الأمر ليس إليها وإنما هو بيد الله -جل وعلا-، وعلى الإنسان أن يرضى ويسلم بما كتبه الله له وقدره عليه.