مثل هذا لا شك أنه مذموم شرعًا، والحور بعد الكور جاءت الاستعاذة منه، والنكوص إلى الوراء بعد أن كان من السباقين المسارعين إلى الخيرات هذا لا شك أنه جاءت النصوص بذمه، وعلى كل حال من فَتَر إلى سُنَّة فقد أحسن، أما هذا فاقتصاره على أركان الإسلام لا يعني أنه أتى بجميع ما أوجب الله عليه؛ لأن هناك من الواجبات غير أركان الإسلام، فعليه أن يأتي بجميع ما أوجب الله عليه، وفي الحديث: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» [البخاري: 6502] لكن إذا ترك النوافل ليس عليه شيء، وطاعاته التي فعلها قبل هذا الفتور يؤجر عليها، وهي مرصودة له في ميزان حسناته -إن شاء الله-، ولا يُبطل هذه الأعمال الصالحة إلا الردة –نعوذ بالله منها-.
ومثل هذا الذي كان سباقًا إلى الخيرات ومسارعًا إليها ثم حصل له من الفتور ما حصل، على إخوته وأقرانه وزملائه والقريبين منه أن يذكروه بما يقربه إلى الله -جل وعلا-، وأن يعينوه على ما كان عليه قبل ذلك، وعليه هو أيضًا أن يبحث عمَّن يعينه على ذلك كما في قوله -جل وعلا-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: ٢٨]، وأن يترك أهل الغفلة الذين إذا غفل لم يذكروه بل يعينونه على غفلته.