الحفظ لا شك أنه ملكة أودعها الله -جل وعلا- في الناس وهم متفاوتون فيها تفاوتًا كبيرًا، منهم من قويت لديه هذه الملكة فيحفظ قدرًا وجزءًا كبيرًا مما يراد حفظه، ومنهم من هو متوسط في الحفظ فيحفظ دون ذلك، ومنهم من هو رديء الحفظ وسيئه، فعلى الإنسان أن يختبر نفسه، فإذا أراد أن يحفظ اختبر ماذا يستطيع أن يحفظ هل يستطيع أن يحفظ ورقة في اليوم أو ورقتين أو ثلاثًا أو دون ذلك كنصف ورقة أو ربع ورقة أو آية أو آيتين، يختبر حفظه ويختبر حافظته ثم بعد ذلك يسير عليها فيقرر لنفسه ما يستطيع حفظه في هذا اليوم، ثم يردده في هذا اليوم، ومن الغد -كما قيل في كتب آداب المتعلم- يردد ما حفظه بالأمس خمس مرات، ثم يحفظ نصيب يومه بنفس المقدار الذي حفظه بالأمس بعد أن اختبر حافظته واستقر عنده أنه لا يستطيع أن يحفظ أكثر منه، فإذا كان من الغد -يعني في اليوم الثالث- يكرر نصيب اليوم الأول أربع مرات، ونصيب اليوم الثاني خمس مرات، ثم يحفظ نصيب اليوم الثالث حتى يتقنه، فإذا جاء في اليوم الرابع يكرر نصيب اليوم الأول ثلاث مرات، ونصيب الثاني أربع مرات، ونصيب الثالث خمس مرات، ثم يحفظ نصيب يومه، وهكذا، فإذا سار على هذه الطريقة وهي طريقة مجربة للقرآن وغيره فإنه لا شك أنه يضبط ويتقن ويحفظ، ومع ذلك لا يغفل عن المراجعة فإن القرآن أشد تفلتًا من حافِظِه من الإبل في عقلها.
السؤال
ما هي أفضل الطرق لحفظ القرآن الكريم؟
الجواب