يزعم بعض الرقاة أنه إذا رقى المريض ظهرت صورة العائن على صدر المريض، فيراها الراقي والمرقي، وهذا لا يمكن أن يدرك بمجرد الرقية، ولم يحصل مثله لسلف الأمة، فهذه استعانة، شعر الإنسان أو لم يشعر، وهي في أول الأمر قد تكون إعانة من غير طلب، ثم يستعين فيما بعد من غير تقديم شيء، ثم بعد ذلك إذا صار في منتصف الطريق لا يستطيع أن يتقدم أو يتأخر، وصار ذكره على ألسنة الناس، وساد بين قومه بأنه أحرق كذا مملكة من الجن والشياطين، ومشى على يده مائة مقعد... إلخ، قيل له: قرّب، أشرك. فمثل هذه الأمور لا بد من أن نكون منها على حذر، وألّا يُسترسل في مسألة الاستعانة بالشياطين وبالجن ولو كانوا مسلمين، ولو مُنع منها منعاً باتاً لكان له وجه.