بعض أهل العلم يمنع (المترادف) في اللغة، وهو المتطابق من كل وجه، ويقول: لا توجد في لغة العرب كلمتان متطابقتان من كل وجه، فـ(الإنسان) له دلالته، و(البشر) له دلالته، وإن كانا يدلان على حقيقة واحدة، لكن (الإنسان) يلاحظ فيه سبب التسمية وهو النسيان، و(البشر) يلاحظ فيه ظهور بشرته، بخلاف سائر الحيوان فإن بشرته غير ظاهرة، وتكون مغطاة بالصوف أو غيره، وكتاب (الفروق اللغوية) لأبي هلال العسكري، يُبيِّن ما بين الألفاظ من فروق دقيقة، بتصرفات قد لا تخطر على البال، مثال: (القعود) و (الجلوس)، قالوا في (القعود): إنه من قيام، و(الجلوس): من اضطجاع، ونص على هذا الفيروز آبادي في (القاموس المحيط)، وإذا أردنا أن نطبق هذا الكلام على حديث: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» [البخاري: 1163]، إذا دخل يكون قائمًا، فلو قعد -على تفريقهم- لا يلزمه أن يصلي ركعتين، بينما لو كان مضطجعًا، ثم جلس لزمه أن يصلي.
وعلى كل حال دلالة أكثر من لفظ على شيء واحد موجود في اللغة وفي النصوص، وليس المراد منع إطلاق لفظين أو أكثر على شيء واحد. لكن كيفية الدلالة على هذا الشيء، مع ملاحظة أصل الكلمة ومأخذها، لا بد فيه من فرق.