يمتاز شرح النووي -رحمه الله تعالى- على (صحيح البخاري) بالإطالة في تراجم رواة الأحاديث إطالةً نسبيةً بالنسبة إلى الشروح الأخرى، فإنه يذكر سير الرواة وما يُستحسن ويُستطرف من أخبارهم، ولا شك أن في هذا فائدةً للقارئ، وتنشيطًا لهمته، والأخبار في الجملة محببة إلى النفوس، وفيها متعة واستجمام، لكن هذه الإطالة في تراجم الرواة عند النووي –رحمه الله- صارت على حساب معاني الأحاديث، وما يستنبط منها من أحكام وآداب وفوائد، والنووي كما يُلاحَظ من كتبه يعتني بالتراجم، لا سيما تراجم من عرف بالزهد والعبادة؛ لأنه –رحمه الله- من هذا النوع، فهو صاحب علم وورع وزهد وعبادة، فيذكر –رحمه الله- تراجمهم بإسهاب، ويذكر من أخبارهم ما يستلذ ويستطاب؛ تنشيطًا لهمم القراء، وإشادةً ووفاءً لبعض حقوق هؤلاء العلماء.