لا يَمنع أن يُؤلف طالب العلم، ولا يَمنع كذلك أن يختصر، لكن يحتفظ بمشاريعه عنده، فلا يُسرع ويبادر في إخراجها، بل تكون مركونة عنده ويراجعها كل فترة، وقد يبدو له خلال سنة أو سنتين أو ثلاث أو عشر ما يجعله يُغيِّر رأيه في كثير من الأحكام، وهذا مرَّ بنا وبغيرنا؛ أننا استروحنا إلى تضعيف قول، ثم بعد ذلك وجدناه راجحًا، والأمثلة على هذا كثيرة، فالمرء مادام طالبًا للعلم متابعًا له لا شك أنه يرجى له الخير، وسيصل إلى الغاية والهدف الذي من أجله فرّغ نفسه - إن شاء الله- .