هناك قدرٌ مشتركٌ بينَ العلمِ والمعرفةِ، وكلاهما نقيضُ الجهلِ، فالعلمُ لا يَسْتلْزِمُ سبقَ الجهلِ، بينما المعرفةُ تستلْزِمُه، ولذا يوصفُ اللهُ بالعلمِ ولا يوصفُ بالمعرفةِ.
وأما ما ورد في الحديثِ: «تعَرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يَعْرِفْك في الشدةِ» [المسند: 2803]، فالجوابُ عنه من وجهين:
- الأول: أنه مشاكلةٌ ومجانسةٌ في التعبيرِ، كما في قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67].
- الثاني: أن هذا من باب الإخبارِ لا الوصفِ، والإخبارُ أمرُه أوسَعُ من الوصفِ؛ ولذا يقولُ أهلُ العلمِ: نواكَ اللهُ بخيرٍ، أي: قصَدَك، لكن لا يقالُ له: الناوي، أو يوصَفُ بأنه يَنوِي.