العَقيدةُ مأخوذةٌ منَ العَقْدِ، وهو الحَزْمُ والرَّبطُ بقُوَّةٍ وشدَّةٍ؛ لأنَّ الإنسانَ يَعْقِدُ قلبَه على ما يَقِرُّ فيه ممَّا يَعتقِدُ صوابَه، ومنه أيضًا: العقودُ، واليمينُ المعقودةُ وهي المجزومُ بها التي تُخالِفُ لغْوَ اليمين. والعقدُ هو المُبْرَمُ الموثَّقُ، لذا قال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]؛ لأنه المُبْرَمُ المُحْكَمُ الذي يجبُ الوفاءُ به، أما الذي فيه استثناءٌ أو خيارٌ فلم يصِرْ عقدًا بعدُ. ومنه أُخِذَ الحكمُ الذهنيُّ الجازمُ الذي لا ترددَ فيه ولا احتمالَ للنقيضِ، فيسمى: عقدًا، واعتقادًا، وعقيدةً، فإن طابَقَ الواقعَ فهو اعتقادٌ صحيحٌ، وإن خالَفَ الواقعَ فهو اعتقادٌ باطلٌ. فيقينُنا بأن اللهَ واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، وأنه لا إلهَ إلا اللهُ، هذا مطابقٌ للواقعِ فهو اعتقادٌ صحيحٌ. وقولُ النصارى: (إن اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ) مخالفٌ للواقعِ فهو اعتقادٌ باطلٌ.