جمهور الناس في مواطن الزحام يقلد بعضهم بعضًا، فإذا رأوا الناس ذاهبين إلى الجمرة، ذهبوا معهم من أي طريق، من غير نظر هل هذا طريق الذاهب أو طريق الراجع. إلا إذا اضطر القائمون على الحج، فرأوا أن هذا أرفق بالناس أن يوضع لهم طريق للذهاب وطريق للرجوع. والتقليد فطري بالنسبة لعموم الناس، والدليل على ذلك أنك تجد الناس أثناء خروجهم من المسجد يوم الجمعة، يخرج أحدهم من الصف الأول ويخترق الصفوف، فيتبعه أناس مع نفس طريقه، وهناك فرجة من الجهة الثانية لا يتبعونها، فهذه فطرة إلهية. ولهذا لا يفترض في جميع الناس أن يجتهدوا؛ إنما الاجتهاد فرض القادر والمستطيع.