بعض المبتدعة قالوا: إن قصد الجنة بالعمل، وقصد النجاة من النار بالعمل، داخل في المنع. يعني إذا عمل الإنسان عملًا يكون قصده امتثال أمر الله -جلَّ وعلا-، واجتناب نهيه فقط، من غير نظر إلى جنة ولا نار. فإن نظر إلى جنة أو إلى نار فقد دخل في قوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [الكهف: 110]. لكن لو كان هذا النظر مؤثرًا لما ذكر في النصوص، وصار حادي يحدو للعمل. والأمر الآخر: أن الذي يخاف النار هل هو خائف من النار ذاتها، أو من الذي بيده النار يعذب بها؟!. كمثل رجل بيده سوط أو سلاح، فأنت تخاف من السلاح والسوط، أو تخاف من الذي هي بيده؟ فالسلاح أو السوط لو كان وحده ما ضرك، لكن الذي بيده السوط هو الذي يخاف منه. فالذي يخاف من النار هو في الحقيقة خائف من الله -جلَّ وعلا- الذي يعذب بالنار. والذي يرجو أو يلحظ الجنة في عمله، إنما هو يرجو الله -جلَّ وعلا- أن يدخله جنته التي ذكر عنها ما ذكر، فقولهم ليس بصحيح.