المدينة اسمها: المدينة النبوية. وأما تسميتها بالمدينة المنورة فلا أصل له، وقد شاع هذا الاسم واستفاض وعرف على ألسنة الناس بحيث لا يعرف غيره. وإنما هي المدينة النبوية نسبة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويميزها هذا الاسم من بين سائر المدن. فإذا قلت: أذهب إلى المدينة، صار علمًا على المدينة النبوية. والنبوة نور بلا شك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نور في حياته، ولا ينازع في هذا أحد ولا يشك فيه، لكن بعض المتصوفة يطردون المسألة ويرون أن القبر يشع نوراً، وأن المدينة أنيرت بقبره -عليه الصلاة والسلام-، فمثل هذا حسمه مطلوب، ولا شك أن تسميتها بالمنورة، لا تعرف في عهد السلف؛ لأنها جاءت متأخرة، والتسمية الشرعية أولى بلا شك، لا سيما إذا استصحبنا أنها تسمية قد تمس شيئًا من جناب التوحيد. والألفاظ المحتملة لها احتمال صحيح واحتمال باطل، فإذا وجد مثل هذا الاحتمال فإن اللفظ يجتنب.