يقول شيخ الإسلام: (فإذا كانت هذه الأمور التي فيها شرك أو بدعة نهي عنها عند قبره وهو أفضل الخلق فالنهي عن ذلك عند قبر غيره أولى وأحرى). شيخ الإسلام يقرر أنه إذا كان -عليه الصلاة والسلام- بهذه المثابة، وهو أفضل الخلق وأكرم الخلق وأشرف الخلق، وجاء هذا النهي عند قبره فكيف بقبر غيره؟. لكن قد يقول قائل: أنه لو عكس الأمر، فقيل: النهي عند قبره أشد من قبر غيره؛ لأن الافتتان به أكثر من غيره. فالأمر كذلك سواء. يعني لو تُصوِّر أنه يصرف شيء من مال الله -جلّ وعلا- لمخلوق كان أولى به النبي -عليه الصلاة والسلام-. وكذلك لو قال قائل: إن التشديد في قبره لأن الافتتان به أشد لما جاء من النصوص في تعظيمه وتوقيره ومحبته أكثر من محبة النفس، بحيث إذا حقق الإنسان هذه المحبة قد يزيد فيها قليلًا فيقع في الشرك، بينما غيره قد لا يحصل له مثل هذا، مع أن الواقع أن ما يحصل عند قبر عبدالقادر الجيلاني أكثر مما يحصل عند قبر النبي -عليه الصلاة والسلام-، وما يحصل عند قبر البدوي أكثر مما يحصل عند قبر النبي -عليه الصلاة والسلام-. ووجود القبر تحت ولاية تهتم بالتوحيد وتحقيقه لا شك أن هذا له أثر كبير، ولا يدرى لو أن الحكم في البقاع كله واحد ماذا سيحصل من العظائم عند قبره؛ لأن الافتتان به -عليه الصلاة والسلام- أكثر. ونسأل الله -جلّ وعلا- أن يهيئ لجميع بلدان المسلمين من يحارب الشرك ويدعو إلى تحقيق التوحيد لله -جلّ وعلا-.