كتاب بدء الوحي (062)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول: أنا طالب سوف أتخرَّج في المرحلَة الثَّانويَّة، فهل تنصحُ لي أن أذهب  للدِّراسة  في الخارج؟
{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة:61]؟ يعني: تُستبدل بلاد الكفر ببلاد التَّوحيد –نسأل الله العافية- هذا خطر على الدِّين الذي هو رأس المال قبل كلِّ شيء، نحمد الله الآن ما ينقصنا شيء إطلاقًا.
يقول: ما الذي ينبغي على من قرأ القرآن، وهل يمدُّ رجليه القارئ، وهل صحيح أن الذي يمد رجليه ليس ربانيًّا أو أنه مخل بالربانية؟
ما أدري ما الرابط بين هذا وهذا؛ لأن مد الرجلين وكفّ الرجلين هذا قد تقتضيه الحاجة، قد تقتضي الحاجة أن يمد الرجل رجليه، وأن يكف رجليه، إذا لم يكن أمامه شيء محترم شرعًا، فلا مانع من هذا وهذا، والحاجة هي التي تستدعي هذا أو ذاك، لكن إذا كان القصد: يمد رجليه تجاه المصحف، فلا يجوز بحال؛ هذا امتهان.
يقول: ما صحة الأثر الوارد عن ابن عمر عندما أنكر عليه أحد مواليه لما أراد أن يشرب وهو صائم ناسيًا، فقال ابن عمر: أراد الله أن يسقيني فمنعتني؟
هذا عند ابن حزم في "المحلى"، وهل يستدل به في حال صحَّته على عدم الإنكار على من يشرب في نهارِ رمضان ناسيًا؟

يعني لو قدِّر ثبوته عن ابن عمر، فهذا فهمه للخبر «إنما أطعمه الله وسقاه»، لكن يبقى أن الأصل: إنكار المنكر، وهذا في الظاهر منكر؛ لأن الذي في القلوب لا يعلمه إلا الله، وحينئذٍ يشتبه من يشرب متعمِّدًا ومن يشربُ ناسيًا، وإذا التبس الحقُّ بالباطل فلا بدَّ من الإنكار.
هذا يقول: جاءني شخص قبل قليل في مسجد حيِّنا ومعه ورقة، يقول: إنها تزكية منكم- يعني مني- ويطلبُ المساعدة، وأنه أخذها من قبل ثلاثة أيام.
هذا كلام ليس بصحيح، هذا الكلام ليس بصحيح، وكتاباتي معروفة وورقي؛ لأني لا أكتب بغير الورقة الرسمية التي فيها الاسم بالأخضر، يعني: من جاء بغيرها فكلامه ليس بصحيح، وخطي واضح.
يقول: وبعد سؤله عن دروسكم وجدت أنه لا يعرف عنها شيئًا، وقال إنها جميعًا في الحج في مسجد محمد بن عبد الوهاب، وهو يطلب المساعدة.
هذا كذاب هذا.
طالب:......
ماذا؟
طالب:.....
ماذا؟
طالب:....
يقول: إذا بكَّر الطالب للدرس فما الأفضل، القرب من الشِّيخ أو الجلوس في الصف الأول، والاستماع، ثم إذا صلَّى يصلي في الأول؟
نعم الصلاة الأفضل فيها الصف الأول، وميامن الصفوف، ميمنة الصف الأول، والقرب من الإمام أفضل بلا شك. والقرب من الدرس أيضا دليلٌ على الاهتمام والعناية، وقد يُحصِّل القريب ما لا يحصِّله البعيد؛ لأن الاستماع لا يعني كلّ شيء في الدَّرس، هناك حركات وتصرفات تعين على الفهم أحيانًا، وهذه يفقدها من بَعُد عن الدَّرس، ويستوي من بعُد هو ومن يأخذ الدَّرس من الأشرطة، اللهم إلا في سلوك الطريق، هذا سلك الطريق الذي يلتمس به علمًا.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فقد ذكرنا مواضع التَّخريج للحديث من صحيح البخاري، وتكلمنا عليها بما تيسر، والحديث خرَّجه أيضا الإمام مسلم، والنَّسائي، في "الكبرى"  و"المجتبى"، وخرجه أيضًا الترمذي في "الشمائل".
يقول الإمام مسلم –رحمه الله تعالى- في كتاب "الفضائل": "حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا إبراهيم –يعني ابن سعدٍ- عن الزُّهري، وحدثني أبو عمران محمد بن جعفر بن زياد واللفظُ له، قال: أخبرنا إبراهيم عن ابن شهابٍ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم- أجودَ النَّاس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، إنَّ جبريل –عليه السلام- كان يلقاه في كل سنةٍ في رمضان حتَّى ينسلخ، فيعرضُ عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيَه جبريل كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة" قال –رحمه الله-: وحدثناه أبي كريب، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس، وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، كلاهما عن الزُّهرِيّ، بهذا الإسناد نحوه".
الإمام مسلم –رحمه الله تعالى- يروي الحديث الأصل في الباب عن شيخِه منصور بن أبي مزاحِم، يقول الحافظ في "التقريب": "منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي الكاتب، ثقةٌ من العاشرة، مات سنة خمسٍ وثلاثين"، يعني وكم؟ "ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة، عن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبي إسحاق المدني، نزيل بغداد، يقول ابن حجر: ثقةٌ حجَّة تُكلِّم فيه بلا قادح، من الثامنة، مات سنة خمسٍ وثمانين". وكم؟
طالب: ومائة.
ومائة نعم. عن أبي عمران، يرويه أيضًا مسلم من طريق أبي عمران: محمد بن جعفر بن زياد الوَرَكاني، بفتحتين.
طالب:.....
"إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ين عبد الرحمن، يرويه مسلم أيضًا عن أبي عمران: محمد بن جعفر بن زياد الوركاني، بالفتحتين، الخراساني، نزيل بغداد، يقول ابن حجر: ثقة من العاشرة مات سنة ثمانٍ وعشرين".
بقية الإسناد في الحديث الأصل فيه تقدم في حديث الباب حديث ابن عباس المشروح، "قال: وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا أبو المبارك عن يونس وحدثنا عبد بن حميدٍ، قال: أخبرنا عبد الرَّزاق قال: أخبرنا معمر، كلاهما. كلاهما يعني: يونس ومعمر، كلاهما عن الزهري بهذا الإسناد نحوه".
يعني: أي كما جمعهما المؤلف –رحمه الله- في الحديث المشروح، هذا الحديث ترجم عليه القاضي عياض، "المعلِم" يندر أن تجد فيه تراجم على الأحاديث، وهو لا يستوعب الأحاديث كلها، وإذا ذكر الحديث قد يقتصر على كلمة أو كلمتين منه؛ لأنه بدايةُ الشُّروح، وعرفنا أن العادة جرت أن البدايات تكون على وجهٍ يحتاج إلى إكمال، وإلى إتمام، مثل ما قُلنا في مختصر الخِرَقِي، وقلنا في كل المتون في جميع الفنون، على هذا النحو. يعني: من يصفّ المحدِّث الفاصل لعلوم الحديث لابن الصلاح؟ يعني بينهما بون شاسع، يعني: ابن الصلاح جمع واستوعب جميع ما تقدَّمه مما كُتِب في علوم الحديث، يُعْوِزه شيء من الترتيب في بعض الأبواب وفي بعض الأنواع، تلافاها من جاء بعده، حتى وصِل الأمر إلى "النخبة" التي جمعت ما في الكُتب السَّابقة على طريقةٍ مُعتصَرَة، على طريقةٍ فيها إبداع بالنِّسبة للتصنيف، فكلّ من جاء بعد من تقدَّمه تجده يضيف ويجوِّد، وإن كان الفضل للسابق، يعني: كما فُضِّلت ألفية ابن مالك على ألفية ابن معطي، لكن ابن مالك يقول:

وهو بسبقٍ حائزٍ تفضيلاً

 

مستوجبٌ ثنائي الجميلا

مع أن ألفيته فائقة على ألفية ابن معطي، قال:

تقتضي رضا بغير سُخطِ

 

فائقة ألفية ابن معطي

فابن مالك استدرك واستوفى بعض النَّقصِ، السيوطي في "ألفيته" قال: إنها فائقة ألفية ابن مالك، وقال عن ألفيته في علوم الحديث: فائقةً ألفية العراقي، لكن يبقى أن هناك مرجِّحات قد يستوعب المتأخر مثل السيوطي، ذكر أنواع في علوم الحديث لم يذكرها الحافظ العراقي، لكن هناك مرجّحات ترجّح ألفية العراقي على ألفية السيوطي، فالكلام إجمالي يعني في الجملة.
شرح المازري، الذي هو "إكمال" لكتاب "المعلم"، الذي هو اللبنة الأولى في الباب فيه إعواز كبير، إعواز كبير، يعني لا يكفي في شرح مسلم، ولذلك جاء القاضي عياض فأكمله "بإكمال المعلم".
أيضا "إكمال المُعلِم" يحتاج إلى تكميل، فأكمله الأبِّي، "إكمال إكمال المُعلم" ثم أيضًا الأُبِّي يحتاج إلى تكميل فكمل بــ "مكمل إكمال المُعْلِم"، وكل الكتب التي شرحت مسلمًا فيها إعواز.
ومسلم ما يزال، لا يزال يحتاج إلى شرح، وكلُّ الشروح هذه لا تعادل "فتح الباري"، كلها، مسلم يحتاج إلى مزيد عناية، وفيه إشكالات كثيرة تعترض طريق طالب العلم في متونه وفي أسانيده، فتحتاج إلى حل.
القاضي عياض في "إكمال المعلم" ترجم عليه بقوله: "باب كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير من الريح المرسلة"، وفي "إكمال الإكمال" للأبِّي ترجم قال: "حديث أخلاقه– صلى الله عليه وسلم-" "حديث أخلاقه –صلى الله عليه وسلم-" قال الأبي: "يعني في الشرح: قال عين، يعني رمز القاضي عياض: فعل –صلى الله عليه وسلم- امتثالاً لقوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} [المجادلة:12] الآية". مضى في الشرح الإشارة إلى هذا، وهذا من باب تقديم صدقة أمام النجوى، وجبريل رسول، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} [الحج:75]، هو رسول يحتاج إلى أن يقدّم بين يديه، بين يدي مناجاته صدقة، هذا تقدمت الإشارة إليه، لكن الأُبِّي ما ارتضى هذا الكلام، يعني نختار من الشروح ما لم يمر في الشرح السابق مما له شيء من التنبيه على شيء خفي، يعني: يُستفاد منه.
يقول الأُبِّي في شرحه: "قال عين –وهو رمز القاضي عياض- فعل –صلى الله عليه وسلم- هذا امتثالاً لقوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} [المجادلة:12] الآية، فقدّم ذلك بين يدي مناجاة الملك، وإن كان الله تعالى قد خفَّفَ ذلك ونسخَهُ عن أمَّتِهِ، قلت-الأبي يقول: قلت-: يبعُدُ أن يكون كذلك؛ لأن الصدقة في الآية الكريمة قبل المكالمَة، والجود إذا لقِيَ".
واضح التنبيه؟
يقول: "يبعد أن يكون كذلك؛ لأن الصدقة في الآية الكريمة قبل المكالمة، وظاهر الحديث أنه يفعل ذلك بعد".
في "مكمل إكمال الإكمال" للسنوسي، باب "أخلاقه –صلى الله عليه وسلم-" هناك قال: "حديث أخلاقه –صلى الله عليه وسلم-" وهنا  قال: " باب أخلاقه –صلى الله عليه وسلم-"، وفيه أقرَّ الأُبِّي على استبعاده ما قرره القاضي عياض، فقال: "لا خفاء ببعدِهِ، كما ذكر، وإنما الظَّاهرُ أن فعله ذلك، أن فعله ذلك فرحٌ بلقاء جبريل، وشُكرٌ لتلك النعمة العُظمى، ولهذا اعتاد النَّاسُ جعلَ الطَّعامِ ونداء النَّاس له عندما ينزلُ بهم من يجبُ تعظيمُه كأكابر العلماء أو من يفرحون بهِ، ويتفاوت ذلك بما يجعلونه من ذلك بحسب أمارةِ التَّعظيم والفرح، والنبي –صلى الله عليه وسلم- مستضِيفٌ جبريل في رمضان كل ليلة، وأكرِم به من ضيفٍ نزل على أكرم الخلق! في أكرم شهر، ولما كان جبريل –عليه السلام- لا حاجةَ لهُ فيما متاع الدُّنيَا، صرفَ النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك لمن احتاج إليه، ولما كان جبريل –عليه السلام- لا حاجةَ لهُ فيما متاع الدُّنيَا، صرفَ النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك لمن احتاج إليه للفرح بما خصَّه الله تعالى به، وشكرًا على نيل هذه المرتبة الجسيمة. والله تعالى أعلم".
يعني الملائكة معروف أنَّهم لا يأكلون، كما قدَّم إبراهيم –عليه السلام- العِجْل الحنيذ السمين فلم يأكلوا منه، لم يأكلوا منه، يعني: من الطرائف بين عامّة الناس، شخص عندَه ضيوف وقدم لهم الوليمة من لحمِ البقر، فلاموه على ذلك، تقدم لضيوفك لحم البقر، قال: لو كان هناك أفضل من لحم البقر لقدَّمه إبراهيم –عليه السلام- لضيوفه، الذين هم أكرم الضيوف. فجاء الرد من الآخر: قال: لو أن الضيوف أكلوا منه لتمَّ الاستدلال، لكن لم يأكلوا فدل على أنَّه.. يعني كأنهم امتنعوا من الأكل؛ لأنه لحم عجل! يعني هذه مبادرة من هذا العامي ونباهة، لكنها ليست من العلم في شيء، وليست هذه العلة في عدم أكلهم.
النووي ترجم على الحديث في شرحه على صحيح مسلم بقوله: "باب جودِه –صلى الله عليه وسلم-" "باب جوده" "باب جوده –صلى الله عليه وسلم-" وترجم أبو العبَّاس القرطبي في "المُفهم" بقوله: "بابٌ كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وأحسن الناس خلقًا"، وذكر القرطبي أوجهًا لزيادةِ جوده –عليه الصلاة والسلام- في رمضان حين يلقاه جبريل، ومنها قوله: وقيل إنما كانت عطاياه تكثر في رمضان؛ لأنه كان يقدِّمُ الصَّدقات بين يدي مناجاةِ الرسول جبريل؛ لقوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة:12]، قال: وفيه بُعد. يعني: وكأن من جاء بعده، الأُبِّي والسنوسي كأنهم اعتمدوا على كلام القرطبي. وفيه بُعدٌ؛ لأنه قد كان نُسِخ ذلك، ولاستبعاد دخول النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة:12]، ولبُعد دخولِ جبريل في قوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}. يعني الرسول، "ال" هذه للجنس أو للعهد؟
طالب: عهدية.
للعهد، فالمراد بالرسول: محمد –عليه الصلاة والسلام-، وأمَّا عدمُ دخولِه –صلى الله عليه وسلَّم- في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة:12] متفق عليه أم فيه خلاف؟ يعني: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وردت كثيرًا في النصوص، يعني لا يُخاطب بها؟
طالب:.....
نعم
طالب:.....
نعم، هل المراد –مراد القرطبي- استبعاد دخول النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} مطلقًا، أو في هذه الآية؟
طالب: في هذه الآية.
في هذه الآية لا إشكال أنه لا يدخل؛ لأنه هو المُناجَى، وهو الذي يُقدَّم بين يدي نجواه صدقة، فلا يدخل.
طالب:......... ألف للجنس..
نعم.
طالب:.......
كيف؟
طالب:.......اللام للعهد...
لا لا ما قلنا في الذين آمنوا: عهد، العهد: في الرسول، {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}.
طالب:............
وكل رسول يحتاج إلى أن يُقدّم بين يدي نجواه صدقة؟
يعني: كل الملائكة الذين نزلوا إلى الرسول: ملك الجبال، وملك كذا وكذا، كلهم يقدم الرسول بين يدي نجواهم صدقة؟ ما فيه إلا جبريل.
وليست صدقة لهذا الـــمُنَاجى، المقصود: أن كون الرَّبط بين هذا الجود وبين الآية فيه بُعد، هذا لا شك في بُعدِه.
طالب:..........
نعم.
طالب:.........
أمَّا أصلُ الجود، فهو موجود. أصلُ الجود موجود، لكن زيادة الجود في رمضان حين يلقاه جبريل.
طالب:...........
لا.
طالب:....
لا لا لا لا، لا شكَّ أنَّ الأوقات من الأزمان والأماكن كلها لها أثر في زيادةِ البذل والتعبُّد، لا شك أن لهذا أثرًا، حينما يلقى الإنسان أهلَ الخير والفضل والصَّلاح لا شك أنه يحصل له بهم التأثُّر.
طالب:.....
نعم.
طالب:....
يعني هل لهم رسول غير النبي –عليه الصلاة والسلام- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} أيُّ رسول والخطاب للمؤمنين؟ ليس لهم غيرُه. ليس لهم غيرُه ألبتَّة.
طالب: جبريل ليس رسول؟

لا، ليس رسولاً إليهم.
قال: "ولبعد دخولِ جبريل في قوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} الحديث خرَّجهُ النَّسائي في "المجتبى" في باب "الفضل والجود في شهر رمضان"، في باب "الفضل والجود في شهر رمضان" من كتاب الصيام، قال –رحمه الله-: "أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهبٍ قال: أخبرني يونس عن ابن شِهابٍ عن عبيد بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- كان يقول: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضان، فيدارسه القرآن" قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل –عليه السلام- أجود بالخير من الريح المرسلة" أجود بالخير من الريح المُرسَلَة" هذا في "المجتبى" "السنن الصغرى".

 أخرجه أيضًا في "فضائل القرآن" من "الكبرى"، وأخرجه الترمذي في "الشمائل" في باب "ما جاء في خُلِق رسول الله –صلى الله عليه وسلم-"، في باب "ما جاء في خُلِق رسول الله –صلى الله عليه وسلم-" قال –رحمه الله-: "حدثنا عبد الله بن عمران أبو القاسم القُرشي المكِّي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعدٍ عن ابن شهابٍ عن عبيد الله عن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجودَ النَّاس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتَّى ينسلخ، فيأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المُرسَلَة".

وأخرجه أيضًا: أحمد في المسند، قال –رحمه الله-: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجودُ النَّاسِ بالخير. يعني ابن عباس– رضي الله عنهما- قال: رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم- أجودُ الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاهُ جبريل، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله– صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الرِّيح المرسلة. وأخرجه ابن أبي  شيبة وابن خزيمة وابن حِبَّان، وأبو عوامة، والبيهقي" المقصود أن الحديث موجود في دواوين الإسلام، ولم يخرِّجْهُ بقية الستة، أبو داود وابن ماجه ما خرجاه.
وأخرج النسائي في "المجتبى" في الباب المذكور "باب الفضل والجود بشهر رمضان"، أخرج له شاهدًا من حديث عائشة، "باب الفضل والجود في شهر رمضان" قال: "أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري" هكذا في المطبوع، وفيه خلاف؛ لأن الأصول ليس فيها التنصيص عن البخاري، إنما محمد بن إسماعيل،  "قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثني حفص بن عمر بن الحارث، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا معمر والنعمان -والنعمان بن راشد- عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: "ما لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من لعنةٍ تُذكَر، ما لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من لعنةٍ تُذكر".
يعني: نادرًا ما يلعَن، ما من شيء يُذْكَر لكثرته، إنما نادر، والنبي –عليه الصلاة والسلام- دعا لمن لعنه أن يجعلها الله عليه رحمة، "ما لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من لعنةٍ تُذكر، كان إذا كان قريب عهدٍ بجبريل –عليه السلام- يُدارسهُ كان أجود بالخير من الريح المرسلة" قال أبو عبد الرحمن- النسائي المصنف-: "هذا خطأٌ، هذا خطأ، والصواب حديث يونس بن يزيد، وأدخل هذا حديثًا في حديث". يعني: ليس من حديث عائشة وإنما هو من حديث ابن عباس. قال أبو عبد الرحمن- النسائي المصنف-: "هذا خطأٌ، والصواب حديث يونس بن يزيد، وأدخل هذا حديثًا في حديث". وهذا ما يميِّز سنن النسائي عن بقية السنن؛ لأن الإشارة إلى أخطاء الرواة، وعلل الأحاديث، والاختلاف على الشيوخ، هذه ميزة لا تكاد توجد عند غيره.
طالب:.....
أين؟
طالب:....
أين؟
سيأتي، الكلام في النعمان بن راشد، النعمان علته، النعمان بن الراشد.
قال في "الأطراف": "كذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي، عن محمد بن إسماعيل فحسب، ولم يذكر فيه البخاري، وفي نسخةٍ هو أبو بكر الطبراني" هو أبو بكر الطبراني. لماذا؟ لأن الحديث حينما يكون في إسناده إمام مثل البخاري، كون الحديث في إسناده إمام مثل الإمام البخاري، ويُقدَح فيه، يعني يصير في إسناده خطأ، ويرويه البخاري لا شك أن هذا يجعل المحدِّث يعيد النَّظر فيه، يعيد النظر فيه، ولا يتسرَّع في الحكم بالخطأ وفي إسنادِه إمام.
وأخرجه أحمد في "المسند" قال: "حدثنا عفَّان، قال: حدثنا حماد بن زيدٍ، قال: حدثنا معمر ونعمان، أو أحدهما، حدثنا معمر ونعمان أو أحدهما عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت: ما لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مسلمًا من لعنةٍ تُذكَر، ما لعن رسول الله– صلى الله عليه وسلم- من لعنةٍ تُذكَر، ولا انتقم لنفسه شيئًا يُؤتى إليه، إلا أن تُنتهك حرمات الله –عز وجل-، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يضرب بها في سبيل الله، ولا سُئل شيئًا قط فمنعه إلا أن يُسأل مأثمًا، فإنه كان أبعد النَّاس منه، ولا خُيَّر في أمرين قط إلا اختار أيسرهما، وكان إذا كان حديث عهدٍ بجبريل –عليه السلام- يدارسه كان أجود بالخير من الريح المرسلة".

 وهذا الحديث مضعَّف للشك، للشك هل هو عن معمر أو النعمان بن راشد، أو عن أحدهما لا على التعيين، كما في سند الإمام أحمد، الحديث ضعيف للشك في راويه، هل هو معمر أو نعمان أو أحدهما، ونعمان أو أحدهما، والنعمان ضعيفٌ سيئ الحفظ، وقد خالفَ الرُّواة عن الزُّهري، الرواة عن الزهري، إنما يروونه من حديث ابن عباس على ما تقدم، فحديث عائشة بهذا الباب ضعيف.

وبهذا نكون أنهينا الكلام على هذا الحديث، يبقى عندنا الكلام في حديثِ قصة هرقل الطويل، ونبدأ به إن شاء الله تعالى في الدرس القادم.
نعم؟
طالب:....
نعم؛ لأن الحديث هذا طويل، حديث هرقل يعني في حجمه بقدر كلّ ما مضى، في حجمه بقدر كل ما مضى، لكن نسعى أن نلم أطرافه في الشرح، ولا نصنع فيه ما صنعنا في الأحاديث السابقة، إن شاء الله.
نعم؟
طالب:...
نعم؟
طالب:....
ماذا فيه؟
طالب:.....
عند البخاري أم ...؟
طالب:.....
عند مسلم أكثر، يرويه مسلم عن أكثر، عن أربعة من شيوخه.
طالب:.....
ماذا؟
طالب:.....
نعم.
طالب:....
ثلاثة، ما حصلت.. لكن فيه مسلم رواه عن أكثر من شيخ، والبخاري كذلك.
 هذا يقول: هل تقال جملة تزاحموا في تسوية الصفوف مثل جملة: استووا، اعتدلوا؟
لا، هي مثل تراصوا، مثل تراصوا.
يقول: هل الرضيع الذي حج به أهله يكون له أجر هذه الحجة، وهل الحسنات لا تكتب للذي لم يبلغ كما أن السيئات لا تكتب عليه؟
المسألة خلافية بين أهل العلم، أولاً هو ليس بمكلف ومرفوع عنه القلم بالاتفاق، لكن من أهل العلم استدلالاً بمثل هذا الحديث، ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولكِ أجر» يقول: إنه فضل الله –جل وعلا-لا يضيع أجره وعمله الذي عمله في صغره، فتكتب له الحسنات دون السيئات.
طالب:.....
ماذا فيه؟ يطاف.
طالب:... يطاف ..
إذا كان ما ينوي، إذا كان ...
طالب:...
إذا كان غير مميز، كان مميزًا نوعًا، ويُحمل.
طالب:....
ما أخذنا هذه؟ أخذناه؟
طالب:.....
ماذا؟ ومن طيف به محمولًا، فالمحمول أخذناه وانتهينا منه.
يقول: هل نقدم قول ابن حجر أو الألباني في الحكم على الحديث؟ ولماذا؟
لا يُقدم هذا ولا هذا، يُنظر في أقوال أهل العلم، ويرجح بينها بحسب القواعد.
يقول: شك الراوي لا يعتبر إذا كان المشكوك به ثقة، أرجو أن توضح الأمر.
نعم، لو اقتصر الأمر على قولِهِ: معمر ونعمان، ولو كان النعمان ضعيفًا لا يؤثر، معمر ونعمان، لا يؤثر؛ لأن وجوده مثل عدمه، يكفينا معمر، لكن إذا قال: مَعْمَر أو نُعْمَان هنا التَّأثير، أو أحدهما على التعيين كما هو الحاصل، هذا لا شك أنه يؤثر في الإسناد.
هذا –جزاه الله خيرًا- محدد نهايتنا من شرح الكتاب، حدد النهاية بطريقةٍ حسابيَّة قياسًا على ما تقدَّم. يقول: لو استمررنا على هذا الأسلوب في شرحكم المبارك كانت النتيجة كالآتي: أحاديث البخاري بدون تكرار تزيد على الألفين، وكلُّ حديثٍ يستغرق في المتوسط خمس جلسات، إذًا ألفان في خمسة تساوي عشرة آلاف يوم، وعشرة آلاف تقسم على اثنين في الأسبوع، نحتاج إلى خمسة آلاف أسبوع، و....، وخمسة آلاف في الأسبوع قسمة أربعة لكل شهر، ألفًا ومائتين وخمسين شهرًا، ألفًا ومائتين وخمسين شهرًا قسمة اثني عشر، نحتاج إلى مائة سنة أو أكثر..
لكن ما هو بصحيح على اثني عشر، لا ما هي باثني عشر شهر، اقسم ألفًا ومائتين وخمسين على ستة أشهر. أي نحتاج إلى مائتين وخمسين سنة.
هذا مَن ينظر إلى التَّمام، وينظر إلى النهاية، بخلاف من ينظر إلى الكمال، هناك كمال، وهناك تمام، ولا شك أن الكمال أفضل من التّمام، بدليل آخر آية نزلت في القرآن {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة:3]، فالدين كامل ولا يحتاج إلى مزيد، وأما التمام فقد يتطلب المزيد في وقتٍ آخر، المقصود: أننا بهذه الطريقة يعني الإكمال إلا إذا وجدنا أن هذه الطَّريقة.. مرفوضة من الجميع، فالأمر إليكم لكن..
نرى بعض الإخوان يقول: لو زدنا، لو استوعبنا أكثر..
طالب:....
لا، إذا أتممنا بدء الوحي، وعلَّنا ننهي حديث هرقل في مدة يسيرة ونرى.
طالب:....
ماذا؟
طالب:....
كيف؟
طالب:....
على كل حال: بعض الإخوان –جزاهم الله خيرًا- يهمهم أننا ننتهي، والنهاية -نهاية الكتاب- مقصد عند كثير من الناس، ولا شك أن لها محاسِن، وهي أن الإنسان كما يمر على أول الكتاب يمر على آخره ، هذا مطلب، لكن على أي وجه يمر على أول الكتاب وآخره، نحتاج إلى نظر دقيق في هذا، وليست كل الكتب تُشرح بهذه الطريقة، حتى عندنا في دروسنا، الكتب تتفاوت، يعني شرحنا "الموطأ" كاملاً في مجلدين شرحناه في أربع سنوات وشهرين وعشرة أيام. "الترمذي" أيضًا يشرح على طريقة متوسطة، يعني أوسع من "الموطأ" وأقل من "البخاري" بكثير، والكتب الأخرى كل كتاب ينزل منزلته، لكن مثل هذا الكتاب يحتاج إلى عناية،.. فيه فوائد ونفائس ما يمكن أن تؤخذ بطريقة مستعجلة.
طالب:.....
على كل حال: الصبر والجلد..
طالب:....
الهمم
طالب:....
أين؟
طالب:....
يعني الاقتراحات.
طالب: نعم لو تترك حتى...
لا بالنسبة للأرقام والأرقام يعني...
طالب:....
طريفة.
طالب: خيالات.. السامع إذا طرح عليه مثل هذا الاقتراح هذا.. يتشوق.. لو تركت
لا لا، لا بد، لعل في نفسه شيء يتلجلج في صدره وهكذا نجيب عنه.
هذا يقول: أرى أنك تذكر الترجمات للحديث، فما فائدتها؟
فقه الأئمة وفقه أهل العلم في تراجمهم على الحديث؛ لأنها هي الأحكام التي يستنبطونها من الأحاديث.
يقول: إن التأليف للعالِم لا بد منه، وبه يُحفظ علمه، فأين أنتم من التأليف، وهل لكم مؤلفات؟
هما خياران، بعض الناس يستطيع أن يوفق بين أكثر من أمر، فيجمع بين التعليم والتأليف، وآخر لا يستطيع، فإما هذا وإما هذا، وهما خياران، وحقيقةً يعني النفس تراود في الاعتناء بالتأليف والاهتمام به، لكن لا شك أنه على حساب التعليم، على حساب التعليم، لا بد من التفرغ للتأليف؛ لأن الوقت إذا قُسِم بين التعليم والتأليف قد يحدث شيء من التشتيت إلا عند الحازم الذي يكتب ثمَّ يعلِّم، يعني بعض الناس يفعل هذا، يؤلِّف ثم يشرحُ مؤلَّفه، ولو لم يعتنِ بشرحه بنفسه، لكن يشرح المتن الذي يشرحه تأليفًا يشرحه تعليمًا، هذا جيد.
ومنهم العكس، من يعلِّم ثمَّ يكون هذا المشروح تعليمًا يُفرَّغ في أوراق ليكون تأليفًا، وهذا سهل يعني ممكن، عندنا ألوف من الأوراق المفرغة من الأشرطة، لكن الناس يتفاوتون، من الناس من إذا تكلَّم كأنه يقرأ، كأنه يقرأ، هذا ما عنده مشكلة إذا فُرِّغ عنه، هذا كأن التأليف والتعليم ما بينهما فرق عنده، لكن طريقتنا في التعليم: من يستخلص من شريط بقدر ما يستخلص من معلِّمٍ آخر، أصلًا كلها مداولة ومدارسة ومذاكرة مع الإخوان، ونستفيد منهم أكثر ما يستفيدون منَّا، ثم بعد ذلك عند التفريغ يصعب تخليص هذا من هذا. المقصود: أنَّ التأليف بالنسبة لأهل العلم مهم جدًّا.
طالب:.....
التفريغ موجود، وألوف مؤلَّفة من الأوراق.
طالب:........
طلب منا واحد وهو أستاذ في الفقه، والمفرَّغ في الفقه، قال: أريد أن أراجع الكتاب الفلاني، مفرغ وجاهز، وله كتاب كامل، قلنا له تفضل، والآن له ثلاث سنوات ما صنع له شيئًا، واحد أخذ الكتاب في مصطلح الحديث مفرغًا في خمسمائة ورقة وتم له سنتان ما صنع شيئًا.
طالب: يعني هل هو عزفٌ أم عدم استطاعة؟
ما تدري، الإنسان يتحمس، ودُّه أن يشتغل، ودُّه أن يساعد ويساهم، لكن إذا أخذ الأوراق....
طالب:...... وله مذكرة خاصة.
على كل حال التفريغ بالنسبة لي أنا خاصّة يحتاج إلى معاناة أشد من الجلوس للتأليف ابتداءً؛ لأننا نخبط في كلِّ فن، وفي كل مناسبة، وفي كل... وتمر توجيهات أثناء..،  تصرفات لا علاقة لها بالدرس، وقد تكون مفيدة، ويبخل المراجع في حذفها؛ لأنها مفيدة، لكن يبقى أن المسألة تحتاج...
طالب:....
ماذا؟
تجريد؟
طالب:....
نعم، تجريد، الناس يقولون: طويل وممل وما أدري أيش ..
طالب:....
نعم.
طالب:...
وإذا قارنت بدء الوحي من البخاري مع التجريد وجدت ذاك الربع.
طالب:....
ماذا؟
طالب:....
الربع
طالب:.....المقولات من عندك يا شيخ.. هذا يكفي يا شيخ..
لا ما هو بالإشكال في عزو الأقوال، الإشكال في تنقية هذه الدروس مما هو أجنبيٌّ عنها.
طالب:.....
كيف؟
طالب:....
لا لا سهل سهل، ليس الإشكال أن الذي في الأشرطة فيه مثل ما في الدروس.
طالب: شيء يسير.
لا هو ليس يسيرًا، فيه استطرادات، فيه أشياء أخرى.
طالب:....
ماذا؟
طالب:.....نهاية الباب..
السيوطي لما أتمَّ الأربعين قطع العلائق بالنَّاس كلهم، ترك التدريس والإفتاء، واتجه إلى التأليف، فمات عن ستمائة مصنَّف، منها المجلدات، ومنها ما في الورقات.

المقصود: أن التضحية لا بد منها، يعني كل شيء على حساب شيء، كل شيء على حساب شيء، يمكن للإنسان أن يحتفظ بدرسين في الأسبوع، درس مثلاً في التفسير، ودرس في البخاري، ويترك الباقي ويتجه إلى التأليف. ممكن هذا، أما بهذه الطريقة أيام الأسبوع كلها مستوعبة ومستغرقة، إضافة إلى المشاغل والأعمال الأخرى، وننتظر تأليفًا؟
طالب:....
يعني: الساحة بحاجةٍ ماسَّة جدًّا إلى التفسير الموضوعي، ولا أرى أحدًا يقوم به، هناك مسائِل مهمَّة جدًّا تكررت في القرآن بحاجة إلى جمع والكلام عنها بالتفصيل، هناك قضايا مهمة جدَّا يعني من تكلَّم عن التَّرف في القرآن؟ من تكلم عن مثلاً: الإخبات في القرآن؟ من تكلم عن مسائل كثيرة جدًّا تحتاج إلى إثارة، وهي موجودة في القرآن مبثوثة، تُجمع ويتكلم عليها، وتنقل أقوال أهل العلم، وسهلة يعني ما تحتاج إلى تعبٍ كثير، لكن الحاجة ماسة؛ لأنه حينما تتكلم عن هذه الكلمة في هذا الموضع، وبعد سنين تتكلم عليها في الموضع الثاني، تشتت، لكن لو جُمعت في جميع المواضع، وتكلم عليها في موضع واحد، انحصر الذِّهن، وبانَ ما استغلق في موضع من الموضع الآخر، تُعجِب كثيرًا طريقة الحافظ ابن كثير في "قصص الأنبياء" يجمع جميع ما ورد في شأن هذا النبي في موضعٍ واحد من قصص الأنبياء، ثم يتتبع في ذلك القرآن كله، والقصة تُذكر يمكن عشر مرات في القرآن، مرة مختصرة، ومرة مطولة، مرة متوسطة، مرة يقتصر على أولها، مرة على آخرها، مرة على .. لكن إذا جُمعت اكتملت الصورة، والناس بحاجة إلى مثل هذا.
هذا يقول: إذا كان الإنسان يتوضأ وفي أثنائه أحدث، أليس يجب عليه أن يعيد الأعضاء التي وضَّأَها ويبدأ من جديد؟
هل في ذلك من خلاف، ما فيه خلاف، فإذا قلنا: إن الوضوء ينتقض بفسخِ الجوربين، إذا كان في مدةِ المسح عليهما، فهل ينقض الوضوء إذا توضأ وفي أثنائه فسخ الجوربين؟ يعني: هو يريد أن ينظِّر فسخ الجوربين بالحدث، العلماء لا يقولون: إن فسخ الجورب ناقض للوضوء، ما يقولون هذا، لكنهم يقولون إنك تتوضَّأ، أنك تصلِّي بقدمٍ لا مغسولة ولا ممسوحة، إذا فسخت الجورَب تكون صليت بقدمٍ لا مغسولة ولا ممسوحة، تصلي بطهارةٍ، هل تزعم أنها كاملة أو ناقصة؟ هذا بيَّناه في المسح على الخفين، فإن قلت: هي طهارة كاملة، فإذا صلَّيْت بالمسح أربعة أوقات افسخ الجوربين أو الخفَّيْن ثم أعد لبسهما، ثم استأنفِ المُدَّة، هل يقول بهذا أحد؟ هل يمكن أن يقول بهذا أحد من أهل العلم؟ هل نقول: إن الذي خلع الخفّ أو الجورب طهارته كاملة؟
طالب:...
ماذا؟
إذا قال: كاملة، قلنا: البس «فإني أدخلتهما طاهرتين» البس الخف من جديد واستأنف المسح، ولا يقول بهذا أحد من أهل العلم، ثم افعل ذلك بعده بأربعة أوقات ثم يترتب عليه أنك ما تغسل رجليك عمرك كله، وإذا قلنا: ناقصة، قلنا كيف تصلي بطهارةٍ ناقصة؟!
وهذا بيَّنَّاه في موضعه.
يقول: هل لفظة: "اعتدلوا استقيموا" بالسين ثابتة في تسوية الصف، وهل تُقال ولو لم تثبت؟
المسألة ما هي مسألة توقيف، ولم يتعبد بمثل هذه الألفاظ، تسوية الصفوف من تمام الصلاة، فسواء حصلت بهذا اللفظ أو بذاك أو بمجرد النظر والإشارة باليد ويحصل بها المطلوب يكفي، وكان عمر يسوِّي الصفوف بالدرَّة، هل ثبت هذا عن النبي –عليه الصلاة والسلام-؟ وهل لكلِّ أحدٍ أن يسوي الصفوف بالدرَّة؟ ليس الأمر كذلك، فالمسألة تحقيق مصلحة الصلاة، وتسوية الصفوف من تمام الصلاة، فبأي وسيلةٍ تمَّت وأدت الغرض كفى، ولو كانت بمجرد إشارة، بيده هكذا، أنت أخر، وأنت قدم كذا، يكفي، وجاء: تقدم يا فلان، تأخر يا فلان.
يقول: الدعاء للمريض في قول "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" سبعًا يقول: هل هذا الدعاء نستطيع أن نقوله للمريض عبر الهاتف، أو عبر منتديات الإنترنت أم لا بد أن يُقال أمام المريض؟
الرقية تختلف عن مجرد الدعاء، الدعاء إذا كان بظهر الغيب فهو أفضل، ولو قيل في وجه المدعو له، كان له أجره وثوابه، ولو قيل من بُعد أو من قُرب يؤدِّي الغرض بشروطه وآدابِه، لكن إذا كان رُقية فلا بد أن يكون بقرب المريض والنفث عليه.
طالب:........
نعم، لكنه متضمّن الدعاء، هو دعاء.
طالب:......
هذا الأصل فيه، لكن لو قيل من بُعد ما يضر..
يقول: توجد امرأة متزوِّجة وعندها أولاد، وهي لا تصلي، وزوجها يعلم بأنها لا تصلِّي إلا أنه راضٍ بما هي عليه من عدم الصَّلاة، فهل يُفرق بينهما حتى إن رضي هو ببقائها عنده، ومن الذي يقوم بهذا التفريق هل هو القاضي أو الحاكم؟
لا بد من الترافع للقاضي، لا بد من الترافع للقاضي والقاضي يصدر بذلك الحكم، يتم على إثرِهِ التفريق.

يقول: عرفنا أن أهل الفترة يوم القيامة يُمتحنون، ولكن في أحكام الدنيا هل يُقال عنهم كفار أم مسلمون؟
هم في الدنيا كفار، من مات وهو لا يشهد أن لا إله إلا الله، ويعبد غير الله، ولو كان معذورًا عند الله، يعني بعدم إرسال الرسل إليه، هو في الدنيا كافر، لكن في الآخرة يُمتَحَن.
يقول: كيف نرد على من يقول: إن التأجير المنتهي بالتمليك لا شيء فيه، والعلماء اختلفوا فيه ويقول: اذهب للبنك وانظر إلى الهيئة الشرعية للبنك فقد أجازوه، وأنتم فيكم تشدد، والدين يسر، وهذا تشدد.
على كل حال: من أراد أن يقتضي بمن أجازه لا عن هوى، وإنما عن قناعة أن هذا تبرأ الذمة بتقليده فالأمر لا يعدوه، لكن يبقى أن الإنسان عليه أن يستفتي قلبه، لا يتبع هواه في الفتوى، يتبع من يعجبه قوله ويرد من لا يعجبه قلبه لمجرد الهوى، هذا عبدٌ لهواه.
يقول: هل حديث «أطَّتِ السماء» بجميع طرقه ضعيف؟
نعم، ضعيف، حديث الأطيط ضعيف.
والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين