السؤال
هل يؤاخذ الإنسان على حسده للآخرين إذا لم يعمل شيئًا أو هو مما عفي عنه؟
الجواب
الحسد آفة، وجاء ذمُّه والتشديد فيه والتحذير منه في نصوص كثيرة، وحقيقته تمني زوال النعمة عن الغير، والاعتراض على الله فيما قدره لهذا الغير، وأكثر أهل العلم على أنه عمل قلبي يتجه الذم في النصوص الواردة فيه لمن انطوى قلبه عليه ولو لم يتكلم أو يعمل؛ لأن عمل القلب هذه حقيقته، وهذا قول أكثر أهل العلم، أنه يؤاخَذ عليه، ومنهم من يرى أنه إذا لم يتكلم أو يعمل يكون من حديث النفس، ونصره ابن الجوزي وغيره، لكن الأكثر على أنه يؤاخَذ عليه بمجرد التمني إذا لم يكن خاطرًا أو هاجسًا يطرأ ويزول، لكن إذا تردد في النفس وتأكد فيها وتمنى ذلك بقوة فإنه يتجاوز الهاجس والخاطر وحديث النفس إلى أن يصل إلى حد الهم والعزم فيؤاخذ عليه حينئذٍ.